ان هذا قد دعاني إلى أمر فأبيت عليه وانت كاتب الوحى فان تكن معه اتبعتكما وان توافقني لا أفعل فاقتص أبو بكر قول عمر وعمر ساكت فنفرت من ذلك وقلت يفعل ما لم يفعل رسول الله ﷺ إلى أن قال عمر كلمة وما عليكما لو فعلتما ذلك فذهبنا ننظر فقلنا لا شئ والله ما علينا في ذلك شئ قال زيد فأمرني أبو بكر فكتبته في قطع الادم وكسر الاكتاف والعسب (١) اه وهذه الرواية أوردها الطبري في تفسيره وهل اللفظ واحد ام لا يحتاج إلى المراجعة.
وكان زيد لا يقبل من احد شيئا حتى يشهد شهيدان فان ابا بكر قال لعمر ولزيد اقعدا على باب المسجد فمن جاء كما بشاهدين على شئ من كتاب الله فاكتباه - اخرجه ابن ابى داود من طريق هشام بن عروة عن ابيه (٢) جاء في كتاب نهاية القول المفيد (فان قيل) كان زيد حافظا للقرآن وجامعا له فما وجه تتبعه المذكورات (والجواب) انه كان يستكمل وجوه قراءاته ممن عنده ما ليس عنده وكذا نظره في
المكتوبات التى قد عرف كتابتها وتيقن امرها فلا بد من النظر فيها

(١) الادم بضمتين وبفتحتين ايضا جمع اديم وهو الجلد المدبوغ، والاكتاف جمع كتف وهو عظم عريض يكون في اصل كتف الحيوان، والعسب بضم فسكون وبضمتين ايضا جمع عسيب وهو جريد النخل إذا نزع منه خوصه (٢) انظر الفصل الثاني في احتياط الصحابة في كتابة القرآن (*)


الصفحة التالية
Icon