وللرجال خصائص القوة والسعي على الرزق واحتمال مشاق هذا السعي، فإن حاول إنسان أن يغير سنة الحياة التي فطرها الخالق، فسدت الأرض، حيث يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم: ؟ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ؟ الروم ٣٠
وعليه تجد هذه الفطرة في المخلوقات الأخرى لم تتغير، ولن تتغير، إلى أن يرث الله الأرض وما عليها، ما لم يتدخل فيها المفسدون من البشر، كما أفسدوا عقول الجهال منهم.
ماذا قال لها ؟ قال : ؟ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ؟
إكرام المثوى : هو إعداد المكان الذي سيقيم فيه يوسف من مسكن و مخدع وملبس ومأكل ومشرب، علي أن يكون لائقا به، لأنه وبنص الآية : ؟ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ؟: أي قد يكون ذا نفع لهم في المستقبل، أو أن يكون لهم ابنا بديلا عن الولد الذي لم يرزقا به، أي يتبنونه.
وهنا يقول الإمام الشعراوي : إن النفع المقصود هنا هو النفع الموصول بعاطفة من ينفع ؛ وهو غير نفع الموظفين العاملين تحت قيادة وإمرة عزيز مصر ؛ فعندما ينشأ يوسف كابن للرجل وزوجه ؛ وكإنسان تربى في بيت الرجل ؛ هنا ستختلف المسألة ؛ ويكون النفع محملا بالعاطفة التي قال عنها الرجل ؟ أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ؟ وقد علمنا من السير أنهما لم يرزقا بأولاد....... انتهى.
وعلى هذا وبالعقل والاستنباط البديهي فنعرف أن يوسف سيقيم مع امرأة العزيز ليؤنسها ويكون بمثابة الابن لها.
وبالفعل قامت امرأة العزيز بكل ما يلزم، وأحسنت منزلة يوسف، لأنه وقع في قلبها منذ أن رأته.
وأصبح يوسف لدى امرأة العزيز محبة له وجعلته بمثابة ابنها الذي لم تلده٠