شب يوسف عن الطوق، وأصبح شابا يافعا في بلاط امرأة العزيز: ؟ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا ؟ وكان يوسف جميلا، نظرت المرأة إلي يوسف في لحظة تملكها فيها الشيطان، وأخذت تراود نفسها أولا، ويزين لها الشيطان فعل الفاحشة معه.
يقول الإمام الشعراوي في خواطره :
لكل عملية شعورية يتعرض لها الإنسان في الفعل ثلاثة عوامل، إدراك، فوجدان، فنزوع.
كان الأول امرأة العزيز تنظر إلي يوسف لجماله ولا يوجد إربة أخرى تنظر إليه فيه لكن عندما بلغ أشده أصبح الخيال يسرح في أكثر من الإدراك وهو النزوع لأنها وجدت في نفسها إعجابا به............ انتهى.
وعلى هذا: فإن العلاقة بين امرأة العزيز ويوسف مرت بمراحل غواية منها وصد منه، وسنفصلها بعض الشيء.
مراحل الغواية والصد :
المرحلة الأولى: المراودة الخفية:
يوسف شاب في بيت امرأة العزيز، وهى التي أكرمت مثواه من قبل، ولها الفضل عليه من تربيتها له، وجعلته في بيتها، وتعامله معاملة غير معاملة العبيد في القصر، وله ميزة عن غيره، وتتنازعها العاطفة تجاهه، فإن أمرته بشيء فيجب أن يطيعها.
ولكنها تعرفه، وتعرف أخلاقه، وحياءه، ورجاحة عقله، وعلمه، فكيف سيكون الوصول إليه.
إذاً، عليها أن تعرض الأمر عليه بمكر المرأة ودهائها، كإشارات، وتلميحات، وإيحاءات، لعلها تجد منه استجابة.
فلم تجد منه ما يشير إلي أنه استجاب إلي ما ترمى إليه.
إذا فماذا تفعل ؟ أخذت تنازع نفسها، إنها تريده، وبأي شكل يجب أن تناله، والمرآة لا تحب من يتجاهلها وتحب أن تكون مطلوبة، والتجاهل يثير ثائرتها، وتعقد العزم وتصر على أن تنال غايتها أيا كانت، وبأي أسلوب، أو طريقه، ولا ترضى بالاستسلام.
المرحلة الثانية: الغواية المكشوفة: