قامت امرأة العزيز في هذه المرحلة بالعرض، فقد يكون يوسف خائفا أو مترددا، فقامت بصرف العبيد وسدنتها، ونعرف أنه يقيم في بيتها، وقامت بغلق الأبواب (أبواب القصر) إغلاقا محكما: ؟ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ ؟، وتزينت كزينة المرأة لزوجها.
وأبرزت مفاتنها له، لعله تنازعه نفسه، وتتحرك أحاسيسه عندما يراها في هذه الفتنة، ويميل إليها، خاصة، وأنه شاب وليست لديه خبرة الرجال في تمالك الأعصاب في مثل هذه المواقف.
ولكن خاب ظنها، فلم ينظر إليها وتجاهلها، بل واستحي منها.
فزاد حنق امرأة العزيز على يوسف، فما كان منها إلا أن تدخل في المرحلة التالية.
المرحلة الثالثة: التصريح الواضح لفعل الفاحشة:
ماذا تفعل امرأة تملكها الشيطان، في رجل لم يتحرك لكل ما سبق من أساليب المراودة والغواية، الباطنة منها، والمكشوفة، فكان لابد من التصريح.
؟ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ؟ :
أي إني قد تزينت وهيأت نفسي وتجهزت من أجلك فأنالك.
هنا أسقط في يد يوسف، واهتز داخليا في نفسه بسبب هذا الطلب الذي لم يكن يتوقعه، المرأة التي تربى في بيتها وأكرمته، وهى التي كانت تلاعبه وتداعبه وهو صغير، وجعلها مثل أمه التي فقدها صغيرا، تطلب منه هذا الطلب الفاحش.
ماذا يفعل يوسف ؟ فكان لابد من التذكير، أي تذكير امرأة العزيز لتعود إلي رشدها.
مراحل التذكير:
المرحلة الأولى: التذكير بالله:
؟ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ ؟ : وهى أعلى مراتب التذكير والتذكر ولا تعلوها أي مرتبة أخرى.