؟ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ؟: لم يكن أمام يوسف إلا الورقة الأخيرة لديه، فهي لم تتعظ بتذكيره لها بالله ولجوؤه إلى الله، وأن الله لم يأمر بهذا، وأنه لا يمكن أن يخون صاحب البيت، فكان يجب أن يكون التذكير الأخير بشدة وغلظة لصدها، ويذكرها بآخر ما لديه من أسباب عدم الفعل فقال لها:
؟ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ؟: وهو أن من يفعل هذا الفعل لا يمكن أن يفلح في الدنيا أو في الآخرة، لأنه سيكون ظالما لنفسه أمام الله، وللرجل الذي رباه، ولأن الله دائما بالمرصاد لكل خوان أثيم.
وللتدليل على ذلك سنعطى مثلا :
هب أن أحدا أراد منك فعل إساءة ما إلى إنسان له فضل عليك، وأنت مخلص لله ولهذا الرجل، فماذا كنت ستفعل ؟
أظن أنك ستقول له أولا: اتق الله، أو أنك ستذكره بالله.
وإذا أصر وأنت لا تريد الفعل، ستذكره بأفضال هذا الرجل عليك.
وإذا زاد إصراره وإلحاحه أظن أنك ستوبخه وستزجره.
وهذا هو ما فعله يوسف مع امرأة العزيز.
قضية الهم
؟ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ؟ يوسف ٢٤.
اختلف العلماء في هم يوسف بامرأة العزيز، ولكنهم اتفقوا على هم امرأة العزيز، فقالوا إن هم امرأة العزيز هو لعمل الفاحشة.
أقوال العلماء:
الطبري :
ذكر أن امرأة العزيز لما همت بيوسف وأرادت مراودته، جعلت تذكر له محاسن نفسه، وتشوقه إلي نفسها.
ومعنى الهم بالشيء في كلام العرب: حديث المرء نفسه بمواقعته، ما لم يواقع. فأما ما كان من هم يوسف بالمرأة وهمها به، فإن أهل العلم قالوا في ذلك ما أنا ذاكره،
حدثنا أبو كريب، وابن وكيع، قالا: ثنا ابن عيينة، قال: سمع عبيد الله بن أبي يزيد ابن عباس في ؟ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا ؟ قال: جلس منها مجلس الخاتن، وحل الهيمان.