وأما البرهان الذي رآه يوسف فترك من أجله مواقعة الخطيئة، فإن أهل العلم مختلفون فيه، فقال بعضهم: نودي بالنهي عن مواقعة الخطيئة.
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن عيينة، عن عثمان بن أبي سليمان، عن ابن أبى مليكة، عن ابن عباس: ؟ لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ ؟ قال: نودي: يا يوسف أتزني، فتكون كالطير وقع ريشه فذهب يطير فلا ريش له.
قال: ثنا ابن عيينة، عن عثمان بن أبي سليمان، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباس، قال: لم يتعظ على النداء حتى رأى برهان ربه، قال: تمثال صورة وجه أبيه - قال سفيان: عاضا على إصبعه - فقال: يا يوسف تزني، فتكون كالطير ذهب ريشه؟
- حدثنا ابن حميد. قال: ثنا سلمة، عن طلحة، عن عمرو الحضرمي، عن ابن أبي مليكة، قال: بلغني أن يوسف لما جلس بين رجلي المرأة فهو يحل هميانه. نودي: يا يوسف بن يعقوب لا تزن، فإن الطير إذا زنى تناثر ريشه ! فأعرض. ثم نودي فأعرض. فتمثل له يعقوب عاضا على إصبعه، فقام
وقال آخرون: بل البرهان الذي رأى يوسف ما أوعد الله عز وجل على الزنا أهله.
ذكر من قال ذلك:
- حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثنى عمى، قال: ثنى أبى، عن أبيه، عن ابن عباس: ؟ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ ؟ يقول: آيات ربه أرى تمثال الملك
- حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: كان بعض أهل العلم فيما بلغني يقول: البرهان الذي رأى يوسف فصرف عنه السوء والفحشاء: يعقوب عاضا على إصبعه، فلما رآه انكشف هاربا. ويقول بعضهم: إنما هو خيال إطفير سيده حين دنا من الباب، وذلك أنه لما هرب منها واتبعته ألفياه لدى الباب.


الصفحة التالية
Icon