يقول الإمام الشعراوي في خواطره:
الهم هو حديث النفس بالشيء، فإما أن يفعل أو لا يفعل.
لولا، حرف امتناع لوجود، لولا أن برهان ربه يعوقه عن الهم لهم بها. الْفَحْشَاء: هي الزنا والإتيان.
السُّوءَ: هي فكرة الهم.
وبعض المعتدلين قالوا : حينما راودته عن نفسه وخرجت بالفعل إلى مرحلة السعار فإن المسألة خرجت من المراودة في الكلام إلى منازعة الجوارح، ومن سعار ما هي فيه تريد قتله، وهو يريد أن يدافع عن نفسه ويريد قتلها، وعندما يقتلها يجازى كقاتل، فإن الله صرف السوء عنه.
وعلى هذا : وهمت به لتقتله وهم بها ليقتلها، ولولا برهان ربه لهم بها ليقتلها، فإن المعنى يقصد.
ولكني أطمئن (وهذا قول الإمام الشعراوي) إلي أن السوء هو فكرة الهم، وهى مقدمات الفعل............. انتهى
وعلى هذا نقول والله المستعان:
مما سبق نجد أن العلماء والمفسرين قد اتفقوا على أن هم امرأة العزيز هو لعمل الفاحشة.
ولكنهم اختلفوا في هم يوسف : هل هو لعمل الفاحشة ؟ أم لدرئها عنه وضربها ؟
فالذين قالوا بأنه هم لعمل الفاحشة لهم أسبابهم: فهم قد حصروا تفكيرهم في أن كلمة لولا هي الدليل على هذا.
ولكنهم اختلفوا في البرهان الذي أعطاه الله له ليبتعد عن فعل الفاحشة.
والذين قالوا أنه هم لضربها لم يعطوا دليلا مقنعا لأسبابهم، أو أن دليلهم كان ناقصا.
ولا يوجد نص صريح من السنة النبوية الشريفة، ليكون حدا فاصلا ليوضح هذه القضية.
وعلى هذا: فإنني أعزو ذلك إلي أن الله سبحانه وتعالى يريدنا أن نعمل عقولنا في آياته، لا أن نأخذ كل شيء من رسول الله، فتصدأ عقولنا ولا نفكر، فإن رسول الله ﷺ أعطانا من سنته وأحاديثه أشياء وسكت عن أشياء، فما أخذناه من سنته فهو واضح لنا، وأما ما سكت عنه فهو في القرآن الكريم، إما واضحا أيضا، أو لإعمال العقل فيه.