الدليل الثاني:
لماذا ذكرها يوسف بالله، ثم بالرجل الذي رباه، ثم بسوء العاقبة بعد ذلك، أم أنه كان اعتراضا واهيا؟.
الدليل الثالث:
لماذا كان همها هي سابقا لهمه للفعل ؛ إن كان قد مال إليها وخارت قواه أمام إغراءاتها ؟.
فالأولى إن كان ضعف أمامها أن يكون هو المبتدى بالهم، وتكون الآية (وهم بها وهمت به) لأن المرأة لها صفة الإغراء والدعوة، وتترك للرجل أن يبدأ هو بباقي الأمور من بداية الهم حتى النهاية.
ولكن منطوق الآية: ؟ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا ؟: أي كان همها سابقا لهمه.
ونعود لسؤالنا : لماذا كان همها هي سابقا لهمه ؟
؛فنقول وبالله التوفيق :
هناك سببان لهمها:
السبب الأول:
أنها قد وجدت فيه ضعفا فأرادت أن تشجعه وتخرجه من حالة الضعف هذه.
السبب الثاني:
أنها قد وجدت فيه إعراضا قويا فأرادت أن تجبره على الفعل بالقوة.
فإلي أي السببين نميل؟.
وهذه هي إحدى الدلائل القوية على براءة يوسف من الهم بها لعمل الفاحشة، وأن يوسف أصلا لم يمل إلي امرأة العزيز ولم تحدثه نفسه بعمل الفاحشة٠
وعلينا أن نذكر هنا أبضا أن الله قال: ؟ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا ؟: ولم يقل (وهمت به وهم بها)، فلماذا قال الله (وَلَقَدْ) ؟.
لأنه تأتى هنا كلمة (وَلَقَدْ) لتعطى إحساسا بقوة الهم منها ولتأكيده.
أما قوله(وهمت به وهم بها) فقط، تعطى انطباعا برعونة الهم بينهما وأنه قد يكون مال إليها بالفعل.
الدليل الرابع :
تربية يوسف في بيت امرأة العزيز منذ صغره عندما عهد به العزيز إلي زوجته فكان عمره لم يتعدى أصابع اليد الواحدة، ولقد دللنا على ذلك من قبل، وتربى يوسف في بيت المرأة، وكبر يوسف وهو يجعلها مثل أمه،
فهل إذا تربى أحد في بيت ما منذ صغره؟ فهل عندما يكبر سيميل شهوانيا إلي من ربته مهما كانت المغريات ؟
اللهم إلا إذا كانت تربيته كانت سيئة، وهذا البيت سيء.