إن الله قد عصم الأنبياء جميعا من مجرد الوقوع في الخطيئة، أو الاقتراب منها، أو التفكير فيها، ولكن جل تفكيرهم في عظمة الله سبحانه وتعالى، واخذ الأشياء بحلالها وليس بحرامها مهما كانت المغريات، لأن الله جعلهم قدوة وأسوة للبشر في أفعالهم ليقتاد بهم الناس، فإن كان يوسف قد حدثته نفسه بفعل الفاحشة، فإن هذا يكون دليلا لكل إنسان ضعيف الإيمان تحدثه نفسه بالفاحشة ويذعن لها ثم يجعل لنفسه حجة بأن الله لم يريه دليلا أو برهانا للكف أو الابتعاد عنها كما أرى يوسف برهان ربه فارتدع وابتعد.
وهناك أدلة أخرى سنوردها بإذن الله في حينها من خلال الآيات التالية.
وبعد كل ما ظهر من الأدلة السابقة واللاحقة في أن يوسف لم يهم بعمل الفاحشة مع امرأة العزيز ولم يفكر فيها.
إذا فعلينا أن نعرف ما الذي حدث أو على الأقل نتصوره، وقبل هذا علينا أن نحلل البرهان بعد أن عرفنا معناه.
قلنا من قبل أن البرهان هو كما قال الإمام الشعراوي، الحجة على الحكم،
أو كما نقول نحن، إثبات الشيء بدليل، أي أن البرهان هو دليل إثبات لقضية أو لحكم.
فإما أن يأتي ماديا ليثبت هذه القضية.
أو أن يأتي عقليا : كأن تنشغل بقضية ما تهمك ولا تجد لها حلا، فتهم بعمل ما قد يكون فيه ضرر لك، ولكن تأتى إليك فكرة أخرى للخروج من هذا المأزق أو هذه القضية، فتقول لقد كدت أن أفعل كذا، لولا أن الله ألهمني لأبتعد عن هذا الفعل وأفعل غيره.
ونقول كما قال العلماء والمفسرين، لولا أن رأى برهان ربه لهم بها،
ولكن هم بماذا ؟
فإن الهم هنا، هو القضية التي تباحث فيها العلماء، وأدت إلي الفهم بأن هم يوسف هو لفعل الفاحشة.
ولنتصور ما حدث علي ضوء الأدلة: