قوله تعالى: ؟ وَاسُتَبَقَا الْبَابَ ؟ قال العلماء: وهذا من اختصار القرآن المعجز الذي يجتمع فيه المعاني؛ وذلك أنه لما رأى برهان ربه هرب منها فتعاديا، هي لترده إلي نفسها، وهو ليهرب عنها، فأدركته قبل أن يخرج.
قوله تعالى: ؟ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ ؟ أي من خلفه ؛ قبضت في أعلى قميصه فتخرق القميص عند طوقه، ونزل التخريق إلي أسفل القميص.
والاستباق: طلب السبق إلي الشيء ؛ ومنه السباق.
والقد: القطع، وأكثر ما يستعمل فيما كان طولا.
وقوله تعالى: ؟ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ ؟: أي وجدا العزيز عند الباب، وعني بالسيد: الزوج، فلما رأت زوجها طلبت وجها للحيلة وكادت فـ ؟ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً ؟ : أي زنى.
و؟ مَا جَزَاء ؟: ابتداء، وخبره : ؟ أَن يُسْجَنَ ؟
؟ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ؟: عطف على موضع ؟ أَن يُسْجَنَ ؟ لأن المعنى: إلا السجن. ويجوز أو عذابا أليما بمعنى: أو يعذب عذابا أليما.
ابن كثير:
يخبر تعالى عن حالهما حين خرجا، يستبقا، إلي الباب، يوسف هارب، المرأة تطلبه ليرجع إلي البيت فلحقته في أثناء ذلك فأمسكت بقميصه من ورائه فقدته قدا فظيعا يقال إنه سقط عنه واستمر يوسف هاربا ذاهبا وهي في إثره فألفيا سيدها وهو زوجها عند الباب فعند ذلك خرجت مما هي فيه بمكرها وكيدها وقالت لزوجها متنصلة وقاذفة يوسف بدائها.
؟ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً ؟: أي فاحشة.
؟ إِلاَّ أَن يُسْجَنَ ؟أي يحبس؟ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ؟أي يضرب ضربا شديدا موجعا فعند ذلك انتصر يوسف عليه السلام بالحق وتبرأ مما رمته به من الخيانة.
الشعراوي :