نلحظ أن الحق سبحانه يذكر هنا بابا واحدا، وكانت امرأة العزيز قد غلقت من قبل أكثر من باب، لكن قول الحق سبحانه: ؟ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ ؟ يدلنا على أنها لحقت بيوسف عند الباب الأخير، وهى قد استبقت مع يوسف إلي الأبواب كلها حتى الباب الأخير.
هذا دليل على أنه قد سبقها إلي الباب الأخير، فشدته من قميصه من الخلف، وتمزق القميص في يدها...... انتهى.
وعلى هذا نقول والله المستعان :
عود على بدء :
بسرعة أدار يوسف ظهره لامرأة العزيز وولى هاربا إلى الباب ليفتحه، فوجدت امرأة العزيز نفسها في موقف لا تحسد عليه، إن خرج يوسف من هذا المكان سيفتضح أمرها، ولن يفعل ما تأمره به وهى في هذه الحالة من السعار، ولن يكون لها القدرة بعد ذلك في التعامل معه.
إذا ماذا تفعل؟ عليها أن تمنعه من الهرب، وعليه أن يفعل ما تأمره به، لكي لا يستطيع بعده إفشاء سرها.
بسرعة جرت وراء يوسف لتمنعه من الخروج، وتمنعه من الباب، فأمسكت بقميصه من الخلف لتجذبه إلي الوراء، ولكن يوسف شاب وقوى، فمع اندفاع يوسف وجذبها للقميص من الخلف، انحنى ظهر يوسف للأمام ليعطى نفسه قوة في الاندفاع للهرب ومعالجة الباب لفتحه، انقطع القميص من الخلف وتمكن يوسف من فتح الباب.
وكانت المفاجأة، فإذا بسيدها العزيز أمام الباب.
أدركت امرأة العزيز أنها في ورطة وإن لم تخرج منها بسرعة فسوف يدرك العزيز ما حدث.
رجل يفتح الباب، وهذا الرجل ليس ككل رجال القصر، إنه يوسف الذي رباه ويعرف أخلاقه.
وامرأته وراءه وليست أمامه، والمنظر العام ليس حسنا.
إذا فعليها أن تخرج بسرعة من هذه الورطة.
فكان لابد من استحضار مكر المرأة وخداعها، واستثماره في هذه اللحظة لتبعد عنها الشكوك فقالت: ؟ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ؟ يوسف ٢٥.