ألقت على يوسف تهمة هو بريء منها، فألحقت به سوءًا، وأرادت به سوءًا ألحقت به سوءًا باتهامه بمحاولة فعل الفاحشة معها.
وأرادت به سوءًا بأن يسجن أو يعذب.
وهذه قدرة عجيبة في الخروج من المأزق الذي صنعته هي، ثم تلحق التهمة بالبريء، ثم تحدد العقوبة، بل وتفرضها على زوجها لكي لا يتحقق مما حدث، ولتجعله يصدقها.
وعلى هذا يعلمنا الله في كتابه الكريم فيقول سبحانه: ؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ؟ الحجرات٦.
وكم من أناس يقعون في مشاكل ومأزق كثيرة، بسبب تسرعهم في الحكم على الأمور، ثم يندمون بعد ذلك.
الشاهد
؟ قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ ؟ يوسف ٢٦
الطبري:
فإن أهل العلم اختلفوا في صفة الشاهد، فقال بعضهم: كان صبيا في المهد.
عن سعيد بن جبير: ؟ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا ؟ قال: صبي، عن ابن عباس، قال: تكلم أربعة في المهد وهم صغار: ابن ما شطة بنت فرعون، وشاهد يوسف، وصاحب جريج، وعيسى ابن مريم عليه السلام.
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع ؛ وحدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: كان ذا لحية٠ عن ابن عباس: ؟ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا ؟ قال: كان من خاصة الملك.
وقوله: ؟ إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ ؟لأن المطلوب إذا كان هاربا فإنما يؤتى من قبل دبره، فكان معلوما أن الشق لو كان من قبل لم يكن هاربا مطلوبا، ولكن كان يكون طالبا مدفوعا، وكان يكون ذلك شهادة على كذبه.
القرطبي: