وقوله تعالى: ؟ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا ؟ لأنهما لما تعارضا في القول احتاج الملك إلي شاهد ليعلم الصادق من الكاذب، فشهد شاهد من أهلها : أي حكم حاكم من أهلها ؛ لأنه حكم منه وليس بشهادة.
الشعراوي :
كلمة شهد تأتى في القرآن بمعاني متعددة فهي مرة تكون بمعنى حضر مثل قول الحق سبحانه؟ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ النور٢.
وتأتى مرة بمعنى علم مثل قوله سبحانه؟ وَمَا شَهِدْنَا إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا ؟ يوسف ٨١
وتأتى شهد بمعنى: حكم وقضى، أي رجح كلام على كلام لاستنباط حق في احد الاتجاهين، والشاهد في هذه الحالة وثق القرآن إن قرابته من ناحية المحكوم عليه وهو امرأة العزيز فلو كان من طرف المحكوم له لردت شهادته..... انتهى
وعلى هذا نقول والله المستعان :
؟ قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي ؟ وجد يوسف نفسه قد تورط في قضية لم يكن هو السبب فيها، فلم يفعلها، أو يسعى إليها، أو يفكر فيها أصلا.
ذهل يوسف من القدرة الغريبة في لي الحقيقة، وهذا ما نقابله ونعيشه في هذه الأيام من لي في الحقائق، فأصبح البريء متهما، والمجرم بريئا، وأكل الحقوق افتخارا، وضاعت الحقوق بين الناس، وامتلأت المحاكم بالقضايا ومحامون درسوا القانون ليتلاعبوا به وبألفاظه، وليس للدفاع عن المظلوم وإعطاء الحق لأصحابه، وهم يعلمون الحقيقة من موكليهم، فماذا يا ترى سيفعل الله بهم يوم القيامة، أفيقي يا أمة الإسلام.
فلم يكن أمام يوسف من دفاع عن نفسه إلا جملة واحدة : ؟ قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي ؟. إننا نجد هنا أن يوسف قد بدأ كلامه بكلمة (هِيَ ): أي بضمير الغائب كأنها غير موجودة، ولم يزد أو يسترسل في حديث طويل لا طائل من ورائه، وفيه أدب