ذلك أن القصة انتشرت في أهل مصر فتحدثت النساء. قيل: امرأة ساقي العزيز، وامرأة خبازه، وامرأة صاحب دوابه، وامرأة صاحب سجنه. وقيل: امرأة الحاجب؛ عن ابن عباس وغيره.
؟ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ ؟ الفتى في كلام العرب الشاب، والمرأة فتاة.
؟ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً ؟ قيل: شغفها غلبها. وقيل: دخل حبه في شغافها؛.
قوله تعالى: ؟ إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ ؟ أي في هذا الفعل
ابن كثير :
خبر تعالى أن خبر يوسف وامرأة العزيز شاع في المدينة وهي مصر حتى تحدث به الناس ؟ وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ ؟ مثل نساء الكرماء والأمراء ينكرن على امرأة العزيز وهو الوزير ويعبن ذلك عليها؟ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ ؟ أي تحاول غلامها عن نفسه وتدعوه إلي نفسها ؟ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً ؟ أي قد وصل حبه إلي شغاف قلبها وهو غلافه قال الضحاك عن ابن عباس: الشغف الحب القاتل والشغف دون ذلك والشغاف حجاب القلب ؟ إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ ؟ أي في صنيعها هذا من حبها فتاها ومراودتها إياه عن نفسه.
الشعراوي :
وما قلنه هو الحق، لكنهن لم يقلن ذلك تعصبا للحق أو تعصبا للفضيلة، ولكنه الرغبة للنكاية بامرأة العزيز، وفضحا للضلال الذي أقامت فيه امرأة العزيز ٠
وأردن أيضا شيئا آخر، أن ينزلن امرأة العزيز من كبريائها، وينشرن فضيحتها فأتين بنقيضين، لا يمكن أن يتعدى الموقف فيهما إلا خسيس المنهج.
وقالت النسوة : ؟ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً ؟( وقسم فضيلته الحب إلي منازل )أولها (الهوى - التعلق - الكلف - العشق - التدلة - الهيام - الجوى ) وقد شرحها فضيلته بإسهاب في خواطره.
وعلى هذا نقول والله الموفق:
انتشر الخبر في المدينة بالكيفية التي أخبر بها العلماء، وبدأت النسوة تتكلم وتلوك سيرة امرأة العزيز؟ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ ؟.