وكلمة ؟ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ ؟ هي إكبارا لها وتصغيرا لفعلها.
إكبارا لها لكونها امرأة العزيز،
وتصغيرا، لأنها وهى في هذه المكانة العالية، وتطلب فعل الفاحشة مع أحد الخدم في القصر.
ولأن فعلها هذا يضعهن في موضع الحرج أمام خدمهن وعلى هذا قلن.
؟ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ ؟: أي أنها لا يمكن أن تفعل هذا الفعل، إلا إذا كان حبه قد تمكن منها، ووصل هذا الحب إلي شغاف قلبها، وحبها هذا قد أوصلها إلي الضلال، ولم تعد تدرى ما تفعل.
؟ فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّيناً وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ ؟ يوسف ٣١
الطبري:
فلما سمعت امرأة العزيز بمكر النسوة اللاتي قلن في المدينة ما ذكره الله عز وجل عنهن.
- حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: لما أظهر النساء ذلك من قولهن: تراود عبدها مكرا بها لتريهن يوسف، وكان يوصف لهن بحسنه وجماله ؛
؟ فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً ؟
﴿ وَأَعْتَدَتْ ﴾ أفعلت من العتاد، وهو العدة، ومعناه: أعدت لهن متكئا يعني مجلسا للطعام، وما يتكئن عليه من النمارق والوسائد، وهو مفتعل من قول القائل: اتكأت، يقال: ألق له متكئا، يعني: ما يتكئ عليه. فهذا الذي ذكرنا عمن ذكرنا عنه من تأويل هذه الكلمة، هو معنى الكلمة وتأويل المتكأ، وأنها أعدت للنسوة مجلسا فيه متكئا، وطعاما، وشرابا، وأترجا.