ثم فسر بعضهم المتكأ بأنه الطعام على وجه الخبر عن الذي أعد من أجله المتكأ، وبعضهم عن الخبر عن الأترج، إذ كان في الكلام: وآتت كل واحدة منهن سكينا، لأن السكين إنما تعد للأترج وما أشبهه مما يقطع به. قال الله تعالى ذكره مخبرا عن امرأة العزيز والنسوة اللاتي تحدثن بشأنها في المدينة:
؟ وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّيناً ؟ يعني بذلك جل ثناؤه: وأعطت كل واحدة من النسوة اللاتي حضرنها سكينا لتقطع به من الطعام ما تقطع به.
وقوله: ؟ وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ ؟يقول تعالى ذكره: وقالت امرأة العزيز ليوسف: ؟ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ ؟ فخرج عليهن يوسف، ؟ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ ؟ يقول جل ثناؤه: فلما رأين يوسف أعظمنه وأجللنه.
وقوله: ؟ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ؟ اختلف أهل التأويل في معنى ذلك، فقال بعضهم: معناه: أنهن حززن بالسكين في أيديهن وهن يحسبن أنهن يقطعن الأترج. وقوله: ؟ مَا هَذَا بَشَراً ؟ يقول: قلن ما هذا بشرا، لأنهن لم يرين في حسن صورته من البشر أحدا، فقلن: لو كان من البشر لكان كبعض ما رأينا من صورة البشر، ولكنه من الملائكة لا من البشر.
القرطبي:
قوله تعالى: ؟ فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ ؟ أي بغيبتهن إياها، واحتيالهن في ذمها. وقيل: إنها أطلعتهن واستأمنتهن فأفشين سرها، فسمي ذلك مكرا. وقوله: ؟ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ ؟ في الكلام حذف ؛ أي أرسلت إليهن تدعوهن إلي وليمة لتوقعهن فيما وقعت فيه؛ قوله تعالى: " وَأَعْتَدَتْ " من العتاد ؛ وهو كل ما جعلته عدة لشيء. "متكأ" أصح ما قيل فيه ما رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: مجلسا، وقوله تعالى: ؟ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ؟ بالمدى حتى بلغت السكاكين إلي العظم؛
قوله تعالى: ؟ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ ؟ أي معاذ الله.
ابن كثير: