الثوري عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال: أعطي يوسف وأمه ثلث الحسن وقال أبو إسحاق أيضا عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: كان وجه يوسف مثل البرق وكانت المرأة إذا أتته لحاجة غطى وجهه مخافة أن تفتن به ورواه الحسن البصري مرسلا عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال أعطي يوسف وأمه ثلث حسن أهل الدنيا وأعطي الناس الثلثين أو قال أعطى يوسف وأمه الثلثين والناس الثلث وقال سفيان عن منصور عن مجاهد عن ربيعه الجرشي قال: قسم الحسن نصفين فأعطي يوسف وأمه سارة نصف الحسن والنصف الآخر بين سائر الخلق وقال الإمام أبو القاسم السهيلي: معناه أن يوسف عليه السلام كان على النصف من حسن آدم عليه السلام فإن الله خلق آدم بيده على أكمل صورة وأحسنها ولم يكن في ذريته من يوازيه في جماله وكان يوسف قد أعطى شطر حسنه فلهذا قال هؤلاء النسوة عند رؤيته
؟ حَاشَ لِلّهِ ؟ قال مجاهد وغير واحد معاذ الله ؟ مَا هَذَا بَشَراً ؟ وقرأ بعضهم ما هذا بشرى أي بمشترى بشراء...... انتهى.
ونقول والله الموفق:
وصل إلي امرأة العزيز ما تناقلته نسوة كبار القوم، وعلمت أنهن يمكرون بها ويسيئون إليها في أحاديثهن.
فيقول الإمام الشعراوي :
المكر هو ستر شيء خلف شيء، كأن الحق ينبهنا على أن قولتها ليس غضبة للحق ولا كرها للضلال الذي قامت به امرأة العزيز ولكنهن أردن شيئا آخر، وهو أن ينزلن امرأة العزيز عن كبريائها وينشرن فضيحتها....... انتهى
وعلى هذا بدأت امرأة العزيز تفكر في مكر أقوى وأشد، لتظهر ما في أنفسهن وفى نفس الوقت يكون ردا عليهن ودفاعا عن نفسها.
أرسلت إليهن، وأعدت لكل واحدة منهن مجلسا مجهزا بالمفارش ومخاد ومساند ليستندن إليها، ويكن في حالة استرخاء تام.
فيقول الإمام الشعراوي:
المتكأ : هو الشيء الذي يستند إليه الإنسان حتى لا يطول به الملل........ انتهى


الصفحة التالية
Icon