؟ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ؟ يوسف ٢٥ الدليل الثاني عشر:
يقول رب العزة على لسان امرأة العزيز ؟ فَاسَتَعْصَمَ ؟
وهذا دليل أخر من الأدلة الدامغة، على أن يوسف لم يمل إلي امرأة العزيز شهوانيا ولم يهم بعمل الفاحشة.
لأنه باعترافها هي قالت: ؟ فَاسَتَعْصَمَ ؟: ولم تقل (ولكنه استعصم)، فهناك فرق كبير بين الكلمتين، لأن الفاء هنا تعطى سرعة رد فعل يوسف بالرفض لفعل الفاحشة وشدته، وأن اعتصامه ورفضه لم يأخذ وقتا للمراودة مع النفس يفعل أو لا يفعل.
كما يقول رب العزة في سورة الجمعة : ؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ؟ الجمعة٩.
فالفاء هنا في كلمة (فَاسْعَوْا) هي لسرعة التلبية، وترك كل شيء حتى الرزق ولا نفكر في شيء أخر ولم يعط لنا الحق سبحانه مجالا للتروي أو التفكير نسعى أو لا نسعى.
ولأن الله لم يقل( اسعوا)، لان كلمة اسعوا بدون الفاء تعطى مجالا أوسع للسعي في أي وقت.
عن ابن عباس، قوله: ﴿ فَاسَتَعْصَمَ ﴾ يقول: فامتنع ___الطبري
وعلينا أن نتذكر قول القرطبي( ثم أقرت وقالت: ؟ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ ؟ أي امتنع. وسميت العصمة عصمة لأنها تمنع من ارتكاب المعصية. وقيل: "استعصم" أي استعصى، والمعنى واحد ).
وكذا قول ابن كثير: ودعته إلي نفسها؟ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ؟ فامتنع من ذلك أشد الامتناع و ؟ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ؟ يوسف ٢٣.
فهل بعد كل هذا يميل إلى امرأة العزيز.
الفحشاء