يارب : قد أحببت رضاك، وعفوك، ونعيمك الأبدي، على نعيم زائل، فيه غضبك، ومذلة، وخزي يوم ألقاك.
يارب : اصرفهن عنى، واصرف كيدهن عنى، لأنك إن لم تصرف عنى كيدهن سأكون ضعيفا أمامهن، وليس لي قوة في مقاومتهن إلي ما يردن منى، فأميل إليهن وأكون من الذين جهلوا أمرك فهلكوا وخسروا الدنيا والآخرة *.
..............................................................................
بين النجمتين * * بتصرف
............................................................................
وهنا نجد أن يوسف عليه السلام قد قال كلمة لها مدلول كبير على براءته من الهم لعمل الفاحشة مع امرأة العزيز حيث قال:
؟ قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ ؟ يوسف ٣٣
هنا جمع يوسف النسوة في محاولة فعل الفاحشة معه، ولم يتكلم عن امرأة العزيز، وهذا يؤكد أن يوسف لم تتحرك غريزته تجاه امرأة العزيز في مراودتها الأولى:
ولكن تكالب النسوة عليه، كاد أن يغلبه فكان دعائه وتضرعه إلي الله.
صرف الفحشاء
؟ فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ؟٣٤يوسف
الطبري:
وتأويل الكلام: فاستجاب الله ليوسف دعاءه، فصرف عنه ما أرادت منه امرأة العزيز وصاحباتها من معصية الله. كما:
- حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق: ؟ فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ؟: أي نجاه من أن يركب المعصية فيهن، وقد نزل به بعض ما حذر منهن.
وقوله: ؟ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ ؟ دعاء يوسف حين دعاه بصرف كيد النسوة عنه ودعاء كل داع من خلقه. ﴿ الْعَلِيمُ ﴾ بمطلبه وحاجته، وما يصلحه، وبحاجة جميع خلقه وما يصلحهم.
القرطبي :


الصفحة التالية
Icon