قوله تعالى: ؟ ثُمَّ بَدَا لَهُم ؟ أي ظهر للعزيز وأهل مشورته "من بعد أن؟ رَأَوُاْ الآيَاتِ ؟ أي علامات براءة يوسف - من قد القميص من دبر؛ وشهادة الشاهد، وحز الأيدي، وقلة صبرهن عن لقاء يوسف: أن يسجنوه كتمانا للقصة ألا تشيع في العامة، وللحيلولة بينه وبينها. وقيل: هي البركات التي كانت تنفتح عليهم ما دام يوسف فيهم ؛ والأول أصح.
قال مقاتل عن مجاهد عن ابن عباس في قوله: ؟ ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ ؟ قال: القميص من الآيات، وشهادة الشاهد من الآيات، وقطع الأيدي من الآيات، وإعظام النساء إياه من الآيات. وقيل: ألجأها الخجل من الناس، والوجل من اليأس إلي أن رضيت بالحجاب مكان خوف الذهاب، لتشتفي إذا منعت من نظره،
قوله تعالى: " لَيَسْجُنُنَّهُ " "يُسْجُنُنه" في موضع الفاعل؛ أي ظهر لهم أن يسجنوه ؛
قوله تعالى: ؟ حَتَّى حِينٍ ؟ أي إلي مدة غير معلومة ؛ قاله كثير من المفسرين.
ابن كثير:
يقول تعالى: ثم ظهر لهم من المصلحة فيما رأوه أنهم يسجنونه إلي " حين " أي إلي مدة وذلك بعد ما عرفوا براءته وظهرت الآيات وهي الأدلة على صدقه في عفته ونزاهته وكأنهم والله أعلم إنما سجنوه لما شاع الحديث إيهاما أنه راودها عن نفسها وأنهم سجنوه على ذلك ولهذا لما طلبه الملك الكبير في آخر المدة امتنع من الخروج حتى تتبين براءته مما نسب إليه من الخيانة فلما تقرر ذلك خرج وهو نقي العرض صلوات الله عليه وسلامه وذكر السدي أنهم إنما سجنوه لئلا يشيع ما كان منها في حقه ويبرأ عرضه فيفضحها.
الشعراوي :
وبعد أن ظهرت العلامات الشاهدة على براءة يوسف عليه السلام أمام العزيز وأهل مشورته، وانكشف لهم انحراف امرأة العزيز وإصرارها على أن توقع بيوسف في الفعل الفاضح معها، دون خجل أو خوف من الفضيحة.