لذلك رأى ألعزيز وأهل مشورته أن يوضع يوسف في السجن، ليكون في ذلك فصل بينه وبينها، حتى تهدأ ضجة الفضيحة، وليظهر للناس أنه مسئول عن كل هذا السوء الذي ظهر في بيت العزيز......... انتهى.
ونقول وبالله التوفيق:
ظهر للعزيز وحاشيته أن يوسف بريء، وأن أخلاقه، وأدبه، ودينه لا غبار عليه، ولكن وجوده فيه فتنة على نسائهم، إذا فعليهم أن يتخذوا موقفا لدرء هذا الخطر.
وكان القرار، حبس يوسف فترة من الزمن حتى تموت هذه الفتنة.
إلي هنا تنتهي علاقة يوسف مع امرأة العزيز، ولكنه لم يبرأ التبرئة الكاملة، فلقد دخل السجن ظلما، ولكن الله سبحانه له تصريف آخر.
فكان تعبير رؤيا الرجلين اللذان كانا معه في السجن هي مفتاح النقلة الأخرى له، فجاءت رؤيا الملك التي لم يستطع أحد أن يعبرها، لتنقل يوسف نقلة أخرى، ويتم عن طريقها كشف ما حاول العزيز وحاشيته أن يطمسوه، ولتبرئ يوسف براءة كاملة من محاولة فعل الفاحشة مع امرأة العزيز.
فبعد أن عبر رؤيا الملك، أدرك الملك أن من يعبر تلك الرؤيا بهذا التأويل لا يمكن أن يكون مثله في السجن، فطلبه الملك.
الثبات علي المبدأ
؟ وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ ؟ يوسف ٥٠
الطبري:
يقول تعالى ذكره: فلما رجع الرسول الذي أرسلوه إلي يوسف، الذي قال: ؟أَنَاْ أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ ؟ فأخبرهم بتأويل رؤيا الملك عن يوسف، علم الملك حقيقة ما أفتاه به من تأويل رؤياه وصحة ذلك، وقال الملك: ائتوني بالذي عبر رؤياى هذه.