وقوله: ؟ فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ ؟ يقول: فلما جاءه رسول الملك يدعوه إلي الملك، ؟ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ ؟ يقول: قال يوسف للرسول: ارجع إلي سيدك ؟ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ؟. وأبى أن يخرج مع الرسول وإجابة الملك حتى يعرف صحة أمره عندهم مما كانوا قذفوه به من شأن النساء، فقال للرسول: سل الملك ما شأن النسوة اللاتي قطعن أيديهن، والمرأة التي سجنت بسببها.
قال السدي، قال ابن عباس: لو خرج يوسف يومئذ قبل أن يعلم الملك بشأنه، ما زالت في نفس العزيز منه حاجة، يقول: هذا الذي راود امرأته.
وقوله: ؟ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ ؟ يقول: إن الله تعالى ذكره ذو علم بصنيعهن وأفعالهن التي فعلن بي ويفعلن بغيري من الناس، لا يخفى عليه ذلك كله، وهو من وراء جزائهن على ذلك. وقيل: إن معنى ذلك: إن سيدي العزيز زوج المرأة التي راودتني عن نفسي ذو علم ببراءتي مما قذفتني به من السوء
القرطبي: