ويعني بقوله: ؟ مَا خَطْبُكُنَّ ؟ ما كان أمركن، وما كان شأنكن إذ راودتن يوسف عن نفسه، فأجبنه: ؟ قُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ ؟ تقول: الآن تبين الحق وانكشف فظهر، ؟ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ ؟ وإن يوسف لمن الصادقين في قوله ؟هي راودتني عن نفسي؟.
وبمثل ما قلنا في معنى: ؟ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ ؟ قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدثني المثنى، قال: ثنا عبد الله، قال: ثنا معاوية، عن علي، عن ابن عباس: ؟ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ ؟ قال: تبين
- حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله: ؟ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ ؟ تبين
- حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: قالت راعيل امرأة إطفير العزيز: ؟ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ ؟ : أي الآن برز الحق وتبين، ؟ أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين؟ فيما كان قال يوسف مما ادعت عليه
- حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا عمرو، عن أسباط، عن السدي، قال: قال الملك: ائتوني بهن، فقال: ؟ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ ؟. ولكن امرأة العزيز أخبرتنا أنها راودته عن نفسه، ودخل معها البيت وحل سراويله ثم شده بعد ذلك، فلا تدري ما بدا له. فقالت امرأة العزيز: ؟ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ ؟
وأصل حصحص: حص ؛ ولكن قيل: حصحص، كما قيل: ﴿فكبكبوا﴾ في "كبوا"، وقيل: "كفكف" في "كف"، و "ذر ذر" في "ذر". وأصل الحص: استئصال الشيء، يقال منه: حص شعره: إذا استأصله جزا. وإنما أريد في هذا الموضع: حصحص الحق: ذهب الباطل والكذب، فانقطع، وتبين الحق فظهر
القرطبي :


الصفحة التالية
Icon