؟ وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لامْرَأَتِهِ ؟؛
الذي اشترى يوسف من مصر هو عزيز مصر.
ويقول ابن عباس في القرطبي: أنه وزير الملك.
ويقول ابن اسحق في ابن كثير: كان على خزائن مصر.
وعلينا أن نعرف لماذا اشتراه وعهد به إلي امرأته.
اشتراه العزيز إعجابا به لجماله وحسن صورته وصغر سنه.
وعهد به العزيز إلي امرأته، ولم يعهد به إلي إحدى الخادمات، أو حتى استأثر به لنفسه.
وذلك لأن العزيز لم يكن له ولد ولا يأتي النساء، كما قالت بعض كتب التفسير.
ففي القرطبي حيث قال : قال ابن عباس: كان حصورا لا يولد له، وكذا قال ابن إسحاق: كان لا يأتي النساء ولا يولد له وكذا قال الطبري.
ويقول الإمام الشعراوي في خواطره حول القرآن الكريم : وكان للشراء علة فهو قد اشتراه لامرأته ليقوم بخدمتها، وكانت لا تنجب وتكثر في الإلحاح عليه في طلب العلاج، وتقول أغلب السير أن من اشتراه كان ضعيفا من ناحية رغبته في النساء............. انتهى
وقد نميل في الرأي إلى أنه كان ضعيفا من ناحية رغبته في النساء وإلا ما كانت امرأته حاولت فعل الفاحشة مع يوسف.
كان هذا هو السبب الأول،
أما السبب الثاني: صغر سن يوسف بحيث لا يتعدى أصابع اليد الواحدة٠
لأنه لو كان كبيرا لقاوم إخوته، أو كان رفض أن يباع أو يشترى، أو كان قال الحقيقة لمن ابتاعوه، وكان لا يقوي على أي عمل.
ولصغر سنه هذه كان لابد من العناية به.
وعناية الصغار لا يقدر عليها إلا النساء، لأن الله قد جعل في المرأة حنانا وعطفا واحتمالا للصغار ما يفوق الرجال، لأن للنساء خصائصهن التي خلقها الله فيهن.