صفحة رقم ١١٩
شرحبيل، ويقال :
إن إبليس جده، ويقال أيضاً اسمه أسيد ) ثم أناب ) [ آية : ٣٤ ] يقول :
ثم رجع بعد أربعين يوماً إلى ملكه وسلطانه، وذلك أن سليمان غزا العمالقة، فسبى من
نسائهم، وكانت فيهم ابنة ملكهم، فاتخذها لنفسه فاشتاقت إلى أبيها، وكان بها من
الحسن والجمال حالاً يوصف فحزنت وهزلت وتغيرت، فأنكرها سليمان أن يتخذ لها
شبه أبيها، فاتخذ لها صنماً على شبه أبيها، فكانت تنظر إليه في كل ساعة، فذهب عنها
ما كانت تجد، فكانت تكنس ذلك البيت وترشه، حتى زين لها الشيطان فعبدت ذلك
الصنم بغير علم سليمان لذلك، وكانت لسليمان جارية من أوثق أهله عنده قد كان
وكاها بخاتمه وكان سليمان لا يدخل الخلاء، حتى يدفع خاتمه إلى تلك الجارية، وإذا أتى
بعض نسائه فعل ذلك، وأن سليمان أراد ذات يوم أن يدخل الخلاء، فجاء صخر فألقاه
في البحر وجلس صخر في ملك سليمان، وذهب عن سليمان البهاء، والنور فخرج
يدور في قرى بني إسرائيل، فكلما أتى سليمان قوماً رجموه وطردوه تعظيماً لسليمان،
عليه السلام، وكان سليمان إذا ليس خاتمه سجد له كل شئ يراه من الجن والشياطين
وتظله الطير، وكان خرج في ملكه في ذي القعدة، وعشر ذي الحجة، ورجع إلى ملكه
يوم النحر.
وذلك قوله :( ولقد فتنا سليمان ( أربعين يوماً ) ثم أناب ( يعني رجع إلى ملكه،
وذلك أنه أتى ساحل البحر، فوجد صياداً يصيد السمك فتصدق منه، فتصدق عليه
بسمكة، فشق بطنها، فوجد الخاتم فلبسه، فرجع إليه البهاء والنور، وسجد له كل من
رآه وهرب صخر، فدخل البحر، فبعث في طلبه الشياطين، فلم يقدروا عليه حتى
أشارت الشياطين على سليمان أن يتخذ على ساحل البحر، كهيئة العين من الخمر،
وجعلت الشياطين تشرب من ذلك الخمر ويلهون، فسمع صخر جلبتهم، فخرج إليهم،
فقال لهم : ما هذا اللهو والطرب، قالوا : مات سليمان بن داود وقد استرحنا منه، غنحن
نشرب ونلهو، فقال لهم : وأنا أيضاً أشرب وألهو معكم، فلما شرب الخمر فسكر،
أخذوه وأوثقوه وأتى به سليمان، فحفر له حجراً، فأدخل فيه وأطبق عليه بحجر آخر،
وأذاب الرصاص، فصب بين الحجرين وقذف به في البحر، فهو فيه إلى اليوم.
ص :( ٣٥ ) قال رب اغفر.....
فلما رجع سليمان إلى ملكه وسلطانه ) قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب ) [ آية : ٣٥ ] فوهب الله عز وجل له من الملك ما لم يكن له، ولا
لأبيه داود، عليهما السلام، فزاده الرياح والشياطين بعد ذلك.