صفحة رقم ١٢٣
فينطلق من الحار إلى البارد، فتقطع جلودهم وتتصدع عظامهم وتحرق كما يحرق في
النار.
ص :( ٥٨ ) وآخر من شكله.....
ثم قال :( وءاخر من شكله أزواجٌ ) [ آية : ٥٨ ] يقول : وآخر من شكله يعني من نحو
الحميم والغساق أصناف، يعني ألوان من العذاب في الحميم يشبه بعضه بعضاً في شبه
العذاب
ص :( ٥٩ ) هذا فوج مقتحم.....
) هذا فوجٌ مقحمٌ معكم ( وذلك أن القادة في الكفر المطمعين في غزاة بدر
والمستهزئين من رؤساء قريش دخلوا النار قبل الأتباع، فقالت الخزنة للقادة وهم في
النار :( هذا فوج ( يعني زمرة ) مقتحم معكم ( النار إضمار يعنون الأتباع، قالت
القادة :( لا مرحبا بهم ( قال الخزنة :( إنهم صالوا النار ) [ آية : ٥٩ ] معكم.
ص :( ٦٠ ) قالوا بل أنتم.....
فردت الأتباع من كفار مكة على القادة :( قالوا بل أنتم لا مرحبا بكم أنتم قدمتموه ( زينتموه ) لنا ( هذا الكفر إذ تأمروننا في سورة سبأ أن تكفر بالله، وتجعل له أنداداً
) فبئس القرار ) [ آية : ٦٠ ] يعني فبئس المستقر.
ص :( ٦١ ) قالوا ربنا من.....
قالت الأتباع :( قالوا ربنا من قدم لنا هذا ( يعني من زين لنا هذا، يعني من سبب لنا
هذا الكفر ) فرده عذاباً ضعفاً في النار ) [ آية : ٦١ ]
ص :( ٦٢ ) وقالوا ما لنا.....
) وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار ) [ آية : ٦٢ ] يعنون فقراء المؤمنين عمار، وخباب، وصهيب، وبلال، وسالم،
ونحوهم.
ص :( ٦٣ ) أتخذناهم سخريا أم.....
) أتخذناهم ( سخريا في الدنيا، نظيرها في قد أفلح :( أتخذنهم سخرياًّ ) [ آية :
المؤمنون : ١١٠ ]، ) أم زاغت عنهم الأبصار ) [ آية : ٦٣ ] يقول : أم حارت أبصارهم
عناقهم معنا في النار ولا نراهم.
ص :( ٦٤ ) إن ذلك لحق.....
) إن ذلك لحق تخاصم أهل النار ) [ آية : ٦٤ ] يعني خصومة القادة والأتباع في هذه
الآية، ما قال بعضهم لبعض في الخصومة، نظيرها في الأعراف، وفي ' حم ' المؤمن حين
قالت :( أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا ) [ الأعراف : ٣٨ ] عن الهدى، ثم ردت
أولاهم دخول النار على أخراهم دخول النار، وهم الأتباع، وقوله :( إذ يتحاجون في النار ( إلى آخر الآية [ غافر : ٤٧ ].
تفسير سورة ص من الآية ( ٦٥ ) إلى الآية ( ٧٥ ).


الصفحة التالية
Icon