صفحة رقم ١٦٤
تفسير سورة فصلت من الآية ( ٢١ ) إلى الآية ( ٢٤ ).
فصلت :( ٢١ ) وقالوا لجلودهم لم.....
فلما شهدت عليهم الجوارح، ) وقالوا لجلودهم (، قالت الألسن للجوارح :( لم شهدتم علينا (، يعني الجوارح، قالوا : أبعدكم الله، إنما كنا نجاحش عنكم، فلم شهدتم
علينا بالشرك، ولم تكونوا تتكلمون في الدنيا، ) قالوا (، قالت الجوارح للألسن :
( أنطقنا الله ( اليوم، ) الذي أنطق كل شئٍ ( من الدواب وغيرها، ) وهو خلقكم أول مرة (، يعني هو أنطغكم أول مرة من قبلها في الدنيا، قبل أن ننطق نحن اليوم، ) وإليه ترجعون ) [ آية : ٢١ ]، يقول : إلى الله تردون في الآخرة، فيجزيكم بأعمالكم، في
التقديم.
فصلت :( ٢٢ ) وما كنتم تستترون.....
وذلك أن هؤلاء النفر الثلاثة كانوا في ظل الكعبة يتكلمون، فقال أحدهما : هل يعلم
الله ما تقول ؟ فقال الثاني : إن خفضنا لم يعلم، وإن رفعنا علمه، فقال الثالث :
إن كان الله
يسمع إذا رفعنا، فإنه يسمع إذا خفضنا، فسمع قولهم عبد الله بن مسعود، فأخبر بقولهم
النبي ( ﷺ )، فأنزل الله في قولهم :( وما كنتم تستترون (، يعني تستيقنون، وقالوا :
تستكتمون، ) أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم (، يعني
حسبتم، ) أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون ) [ آية : ٢٢ ]، يعني هؤلاء الثلاثة، قول
بعضهم لبعض : هل يعلم الله ما نقول ؟ لقول الأول والثاني والثالث، يقول : حسبتم
) أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون (.
فصلت :( ٢٣ ) وذلكم ظنكم الذي.....
) وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم (، يقول : يقينكم الذي أيقنتم بربكم وعلمكم بالله
بأن الجوارح لا تشهد عليكم، ولا تنطق، وأن الله لا يخزيكم بأعمالكم الخبيثة،
)( أرداكم (، يعني أهلككم سوء الظن، ) فأصبحتم من الخاسرين ) [ آية : ٢٣ ] بظنكم
السيئ، كقوله لموسى :( فتردى ) [ طه : ١٦ ]، يقول فتهلك، ) فأصبحتم من الخاسرين (، يعني من أهل النار.
فصلت :( ٢٤ ) فإن يصبروا فالنار.....
) فإن يصبروا ( على النار، ) فالنار مثوى لهم (، يعني فالنار مأواهم، ) وإن