صفحة رقم ٣٦٤
تفسير سورة المنافقون من الآية ( ٥ ) إلى الآية ( ٦ ).
المنافقون :( ٥ ) وإذا قيل لهم.....
) وإذا قيل لهم ( يعني عبد الله بن أبي ) تعالوا يستغفر لكم رسول الله ) يعني عبد
الله بن أبي ) لووا رءوسهم ( يعني عطفوا رءوسهم رغبة عن الاستغفار ) ورأيتهم
يصدون ( عن الاستغفار ) وهم مستكبرون ) [ آية : ٥ ] يعني عطف رأسه معرضاً، فقال
عبد الله بن أبي للذي دعاه إلى استغفار النبي ( ﷺ ) ما قلت ؟ كأنه لم يسمع حين دعاه إلى
الاستغفار، يقول الله تعالى :
المنافقون :( ٦ ) سواء عليهم أستغفرت.....
) سواءٌ عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله
لهم إن الله لا يهدي ( من الضلالة إلى دينه ) القوم الفاسقين ) [ آية : ٦ ] يعني
العاصين، يعني عبد الله بن أبي.
تفسير سورة المنافقون من الآية ( ٧ ) فقط.
المنافقون :( ٧ ) هم الذين يقولون.....
ثم قال :( هم الذين يقولون ( يعني عبد الله بن أبي ) لا تنفقوا على من عند رسول
الله ( وذلك أن النبي ( ﷺ ) لما رجع غانماً من غزاة بني لحيان، وهم حي من هذيل،
هاجت ريح شديدة ليلاً، وضلت ناقة رسول الله، فلما أصبحوا، قالوا للنبي ( ﷺ ) : ما
هذه الريح ؟ قال :' موت رجل من رءوس المنافقين توفى بالمدينة '، قالوا : من هو ؟ قال :
' رفاعة بن التابوه '، فقال رجال منافق : كيف يزعم محمد أنه يعلم الغيب، ولا يعلم مكان
ناقته أفلا يخبره الذي يأتيه بالغيب بمكان ناقته ؟ فقال له رجل : اسكت، فوالله لو أن محمداً
يعلم بهذا الزعم لأنزل عليه فينا، ثم قام المنافق، فأتى النبي ( ﷺ ) فوجده يحدث أصحابه أن
رجلاً من المنافقين شمت بي، بأن ضالت ناقتي، قال : كيف يزعم محمد أنه يعلم الغيب،
أفلا يخبره الذي يأتيه بالغيب بمكان ناقته ؟ ' لعمرى، لقد كذب، ما أزعم أني أعلم
الغيب، ولا أعلمه، ولكن الله تعالى أخبرني بقوله، وبمكان ناقتي، وهي في الشعب، وقد
تعلق زمامها بشجرة '.
فخرجوا من عنده يسعون قبل الشعب، فإذا هي كما قال النبي ( ﷺ )، فجاءوا بها،
والمنافق ينظر، فصدق مكانه، ثم رجع إلى أصحابه، فقال : أذكركم الله، هل قام أحد
منكم من مجلسه ؟ أو ذكر حديثي هذا إلى أحد ؟ قالوا : لا، قال : أشهد أن محمداً رسول