صفحة رقم ٤٣
الأحزاب :( ٢٦ ) وأنزل الذين ظاهروهم.....
) وأنزل الذين ظهروهم من أهل الكتب من صياصيهم ( يعني أعانوهم، تعني اليهود
أعانوا المشركين على قتال النبي ( ﷺ ) والمؤمنين وذلك أن الله عز وجل حين هزم المشركين
عن الخندق بالريح والملائكة أتى جبريل عليه السلام على فرس، فقال ( ﷺ ) يا جبريل، ما
هذا الغبار على وجه الفرس، فقال : هذا الغبار من الريح التي أرسلها الله على أبي سفيان
ومن معه فجعل النبي ( ﷺ ) يمسح الغبار عن وجه الفرس وعن سرجه، فقال له جبريل عليه
السلام : سر إلى بني قريظة فإن الله عز وجل داقهم لك دق البيض على الصفا.
فسار النبي ( ﷺ ) إلى يهود بني قريظة فحاصرهم إحدى وعشرين ليلة ثم نزلوا على
حكم سعد بن معاذ الأنصاري فحكم عليهم سعد أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم
فكبر النبي ( ﷺ ) وقال :
لقد حكم الله عز وجل ولقد رضي الله على عرشه بحكم سعد،
وذلك أن جبريل كان قال للنبي ( ﷺ ) : سر إلى بني قريظة فاتقل مقاتلتهم واسب ذراريهم
فإن الله عز وجل قد أذن لك فهم لك طعمة، فذلك قوله عز وجل :( وأنزل الذين
ظهروهم ( يعني اليهود أعانوا أبا سفيان ) من أهل الكتب ( يعني فريظة ) من صياصيهم ( يعني من حصونهم ) وقذف في قلوبهم الرعب فريقا ( يعني طائفة
) تقتلون ( فقتل منهم أربعمائة وخمسين رجلاً ) وتأسرون فريقا ) [ آية : ٢٦ ] يعني
وتسبون طائفة سبعمائة وخمسين
الأحزاب :( ٢٧ ) وأورثكم أرضهم وديارهم.....
) وأورثكم أرضهم وديرهم وأموالهم وأرضاً لم تطئوها (
يعني خيبر ) وكان الله على كل شيءٍ ( من القرى وغيرها ) قديرا ) [ آية : ٢٧ ] أن
يفتحها على المسلمين.
فقال عمر بن الخطاب،
رضي الله عنه، ألا تخمس كما خمست يوم بدر، قال : هذا
جعله الله لي دون المؤمنين، فقال عمر، رضي الله عنه : رضينا وسلمنا لرسول الله ( ﷺ )
فقسم النبي ( ﷺ ) في أهله منها عشرين رأساً ثم جعل النبي ( ﷺ ) بقيته نصفين فبعث
النصف مع سعد بن عبادة الأنصاري إلى الشام وبعث بالنصف الباقي مع أوس بن قيظى
من الأنصار إلى غطفان وأمرهما أن يبتاعا الخيل فجلبا خيلاً عظيمة فقسمها النبي ( ﷺ )
في المسلمين وتوفى سع بن معاذ، رضي الله عنه، من رمية أصابت أكحلة يوم الخندق
فانتقضت جراحته فنزفت الدم فمات رحمه الله وقد أعتقه النبي ( ﷺ ) فاتبع النبي ( ﷺ )
والمسلمون جنازته فقال النبي ( ﷺ ) :
لقد اهتز العرش لموت سعد بن معاذ '، رضي الله
عنه.


الصفحة التالية
Icon