صفحة رقم ٥١٤
١٠٢
سورة التكاثر
مكية، عددها ثمان آيات
تفسير سورة التكاثر من الآية ( ١ ) إلى الآية ( ٨ ).
التكاثر :( ١ ) ألهاكم التكاثر
) ألهكم التكاثر ) [ آية : ١ ] يعني شغلكم التكاثر، وذلك أن حيين من قريش من
بني عبد مناف بن قصي، وبني سهم بن عمرو بن مرة بن كعب، كان بينهم لحاء
فافتخروا، فتعادى السادة والأشراف، فقال : بنو عبد مناف : نحن أكثر سيداً، وأعز
عزيزاً، وأعظم شرفاً، وأمنع جانباً، وأكثر عدداً، فقال بنو سهم لبني عبد مناف : مثل
ذلك فكاثرهم بنو عبد مناف بالأحياء، ثم قالوا : تعالوا نعد أمواتنا، حتى أتوا المقابر
يعدونهم، فقالوا : هذا قبر فلان، وهذا قبر فلان، فعد هؤلاء وهؤلاء موتاهم، فكاثرهم بنو سهم بثلاثة أبيات، لأنهم كانوا أكثر عدداً في الجاهلية من بني عبد مناف، فأنزل الله
في الحيين ) ألهكم التكاثر ( يقول : شغلكم التكاثر عن ذكر الآخرة، فلم تزالوا
كذلك
التكاثر :( ٢ ) حتى زرتم المقابر
) حتى زرتم المقابر ) [ آية : ٢ ] كلكم يقول : إلى أن أتيتم المقابر.
التكاثر :( ٣ ) كلا سوف تعلمون
ثم أوعدهم الله عز وجل، فقال :( كلا سوف تعلمون ) [ آية : ٣ ] هذا وعيد ما نحن
فاعلون بذلك إذا نزل بكم الموت، ثم قال :
التكاثر :( ٤ ) ثم كلا سوف.....
) ثم كلا سوف تعلمون ) [ آية : ٤ ] وهو
وعيد : إذا دخلتم قبوركم، ثم قال :
التكاثر :( ٥ ) كلا لو تعلمون.....
) كلا ( لا يؤمنون بالوعيد، ثم استأنف، فقال :
( لو تعلمون علم اليقين ) [ آية : ٥ ] لا شك فيه
التكاثر :( ٦ ) لترون الجحيم
) لترون الجحيم ) [ آية : ٦ ] لعلمتم
أنكم سترون الجحيم في الآخرة
التكاثر :( ٧ ) ثم لترونها عين.....
) ثم لترونها عين اليقين ) [ آية : ٧ ] لا شك فيه،
يقول : لترون الجحيم في الآخرة معاينة، والجحيم ما عظم من النار، يقينها رؤية العين،
سنعذبهم مرتين، مرة عند الموت، ومرة عند القبر، ثم يردون إلى عذاب عظيم.
التكاثر :( ٨ ) ثم لتسألن يومئذ.....
) ثم لتسئلن ( في الآخرة ) يومئذ عن النعيم ) [ آية : ٨ ] يعني كفار مكة كانوا