قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى﴾(١) إلى أن قال: ﴿فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ﴾ جعل الله مرتكب الكبيرة من المؤمنين فلم يخرج القاتل من الذين آمنوا، وجعله أخاً لولي القصاص، والمراد أخوة الدين بلا ريب(٢)، وقال تعالى: ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا﴾ إلى أن قال: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ﴾(٣).
... قوله تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ﴾(٤) الآية... معنى ﴿{كُتِبَ عَلَيْكُمْ﴾ فرض عليكم وألزمكم(٥)

(١) سورة البقرة، الآية: ١٧٨.
(٢) انظر الوسيط (١/٢٦٥)، وتفسير القرآن للسمعاني (١/١٧٤)، وزاد المسير (١/١٨٠)، والتفسير الكبير (٥/٤٧) فقد ذكروا نحو ما قال المؤلف.
(٣) سورة الحجرات، الآية: ٩، ١٠. وانظر شرح العقيدة الطحاوية، ص (٤٤٢) ومقصود المؤلف من إيراد آية الحجرات أنها دلت على ما دلت عليه آية البقرة من بقاء أخوة الإسلام مع وجود الكبيرة وهي القتل، فدل ذلك على أن الكبيرة لا تخرج صاحبها من الإسلام.
(٤) سورة البقرة، الآية: ١٨٠.
(٥) التنبيه على مشكلات الهداية، ص (٤٨٥) (تحقيق عبد الحكيم) وانظر هذا المعنى في جامع البيان (٣/٣٨٤) وتفسير القرآن لأبي الليث (١/١٨١)، والنكت والعيون (١/٢٣١)، والوسيط (١/٢٦٨)، وتفسير القرآن للسمعاني (١/١٧٤).


الصفحة التالية
Icon