كرسيه علمه. ويُنْسب إلى ابن عباس(١).
والمحفوظ عنه ما رواه ابن أبي شيبة، كما تقدم، ومن قال غير ذلك فليس له دليل إلا مجرد الظن، والظاهر أنه من جراب الكلام المذموم، كما قيل في العرش. وإنما هو كما قال غير واحد من السلف : بين يدي العرش(٢)، كالمرقاة إليه(٣).
... قال تعالى: ﴿لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ﴾(٤).... الكسب هو الفعل الذي يعود على فاعله منه نفع أو ضرر(٥).

(١) أخرجه الطبري في تفسيره (٥/٣٩٧)، والبيهقي في الأسماء والصفات (٢/١٣٤، ١٣٥) وقال: وسائر الروايات عن ابن عباس وغيره تدل على أن المراد بالكرسي المشهور المذكور مع العرش. وقال أبو منصور الأزهري بعد أن ذكر هذه الرواية ليس مما يثبته أهل المعرفة بالأخبار. تهذيب اللغة (١٠/٥٤) (كرس). وطعن الحافظ القصاب في ثبوت هذه الرواية عن ابن عباس. انظر نكت القرآن الدالة على البيان (١/١٤٦)، وكذلك فعل الشيخ الألباني - رحمه الله تعالى - انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (١/١٧٦).
(٢) انظر جامع البيان(٥/٣٩٨)، ومعالم التنزيل (١/٢٣٩)، وتفسير ابن كثير (١/٣١٠)، والدر المنثور (١/٣٢٧، ٣٢٨) تجد ما يفيد ذلك عن طائفة من السلف.
(٣) شرح العقيدة الطحاوية، ص (٣٦٨، ٣٧١).
(٤) سورة البقرة، الآية: ٢٨٦. والمؤلف ذكر ألفاظ الآية مفرقة.
(٥) انظر شرح العقيدة الطحاوية، ص (٦٥٢) وانظر عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ
(٣/٤٦٣، ٤٦٤). فقد ذكر السمين في معنى الكسب نحو ما قاله المؤلف هنا.


الصفحة التالية
Icon