ب- شيوخه: لا تجود علينا كتب التراجم، ولو بيسير في هذا الجانب، والذي أستطيع أن أقول في هذه الناحية وأنا مسبوق إليه(١): إن الإمام صدر الدين ابن أبي العز قد تركت فيه كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلاميذه أعظم الأثر، فهما الشيخان الموجهان لحياة هذا الإمام، وقد صرح باسم الإمام ابن كثير في أكثر من موضع في شرح العقيدة الطحاوية، ووصفه بأنه شيخه(٢)، ويترجح عند بعض الباحثين بأنه كان يتصل بالإمام ابن القيم ويستفيد منه مشافهة(٣)، فأمّا نقله من كتبه فكثير جداً، خصوصاً في شرح العقيدة الطحاوية(٤).
وهناك شيخ آخر لابن أبي العز ذكره في كتابه التنبيه على مشكلات الهداية(٥)، هو: إبراهيم بن علي بن أحمد الطرسوسي، أحد العلماء على مذهب الإمام أبي حنيفة، وتوفي بدمشق سنة ٧٥٨ ه(٦).
وأما دراسة ابن أبي العز الأولية فلم أظفر بشيء عنها ولكن يبدو أنها كانت على يدي والده، وفي المدراس التي تهتم بدراسة المذهب الحنفي.
ج- تلاميذه: لا نشك في أن لهذا الإمام تلاميذاً، ولكن لم تتفضل علينا كتب التراجم بشيء في ذلك؛ إلاّ ما ذكره الإمام السخاوي في بعض كتبه(٧) أن ابن الديري واسمه سعد بن محمد بن عبد الله أحد قضاة الحنفية ت: ٨٦٧ قد أجاز له ابن أبي العز.
٣- مذهبه في العقيدة والفقه
(٢) انظر المرجع السابق، ص (٧٣) وانظر من هذا البحث آخر سورة التوبة، الآية (١٢٤).
(٣) انظر مقدمة شرح العقيدة الطحاوية، ص (٧٣).
(٤) انظر من هذا البحث الحواشي، عند الآية (١٨) من سورة آل عمران، والآية (١٧٢) من سورة الأعراف.
(٥) انظر منه، ص (٣٥٥) تحقيق أنور.
(٦) انظر تاج التراجم، ص (٨٩)، والفوائد البهية، ص (١٠)، والطبقات السنية (١/٢١٣).
(٧) انظر الضوء اللامع (٣/ ٢٤٩ - ٢٥٣)، ووجيز الكلام (١/ ٢٩٦).