أ- في العقيدة: الإمام ابن أبي العز مشى على مذهب السلف في جميع المباحث العقدية، وحسبك في إثبات هذه الحقيقة - التي هي أوضح من الشمس في رابعة النهار - أمران.
الأول: ما سطره في شرحه للعقيدة الطحاوية، فقد تناول في هذا الكتاب جل المباحث العقدية بمنهج سلفي رصين، حتى غدا هذا الكتاب أحد الدعائم التي تعتمد عليها الجامعات الإسلامية في تدريس مادة التوحيد.
الثاني: اعتراضه على بعض شعراء أهل زمانه(١)، عندما مدح النبي ﷺ بقصيدة، وقع فيها بعض الأخطاء العقدية فبيَّن الإمام ابن أبي العز تلك الأخطاء، ونبَّه عليها، فلم يعجب ذلك بعض أهل زمانه ممن ينتحل العلم، وشغَّبوا عليه بهذه المسألة فامتحن بسببها وأُدخل السجن، وأوذي(٢).
(١) واسمه: علي بن أيبك بن عبد الله. قَال ابن حجر: اشتهر بالنظم قديما … وله مدائح نبوية (ت: ٨٠١ ه) انظر إنباء الغمر (٤/٦٧)، والدليل الشافي (١/ ٤٥٢).
(٢) تفاصيل الحادثة وامتحانه في إنباء الغمر بأبناء العمر (٢/٩٥-٩٨) الطبعة العثمانية في حوادث ٧٨٤ ه. وقد أحسن الشيخان التركي والأرنؤوط بشرح ملابسات تلك الحادثة، وبيان وجه الحق فيها. انظر: مقدمتهما لشرح العقيدة الطحاوية، ص (٨٧-١٠٢).
(٢) تفاصيل الحادثة وامتحانه في إنباء الغمر بأبناء العمر (٢/٩٥-٩٨) الطبعة العثمانية في حوادث ٧٨٤ ه. وقد أحسن الشيخان التركي والأرنؤوط بشرح ملابسات تلك الحادثة، وبيان وجه الحق فيها. انظر: مقدمتهما لشرح العقيدة الطحاوية، ص (٨٧-١٠٢).