والمتشابه على المحكم ويلبسون وقال السدي يقولون مابال هذه الآية عمل بها كذا وكذا ثم نسخت وفي المراد بالفتنة ها هنا ثلاثة أقوال أحدها أنها الكفر قاله السدي والربيع و مقاتل و ابن قتيبة والثاني الشبهات قاله مجاهد والثالث إفساد ذات البين قاله الزجاج وفي التأويل وجهان أحدهما أنه التفسير والثاني العاقبة المنتظرة والراسخ الثابت يقال رسخ يرسخ رسوخا وهل يعلم الراسخون تأويله أم لا فيه قولان أحدهما انهم لا يعلمونه و انهم مستأنفون وقد روى طاووس عن ابن عباس أنه قرأ ويقول الراسخون في العلم آمنا به و إلى هذا المعنى ذهب ابن مسعود و أبي بن كعب و ابن عباس وعروة وقتادة وعمر بن عبد العزيز و الفراء وابو عبيدة وثعلب و ابن الأنباري والجمهور قال ابن الأنباي في قراءةعبد الله إن تأويله إلا عند الله والراسخون في العلم وقي قراءة أبي و ابن عباس ويقول الراسخون وقد أنزل الله تعالى في كتابه أشياء استأثر بعلمها كقوله تعالى قل إنما علمها عند الله الأعراف ١٨٧ وقوله تعالى وقرونا بين ذلك كثيرا الفرقان ٣٨ فأنزل الله تعالى المجمل ليؤمن به المؤمن فيسعد ويكفر به الكافر فيشقى والثاني انهم يعلمون فهم داخلون في الاستثناء وقد روى مجاهد عن ابن عباس أنه قال أنا ممن يعلم تأويله وهذا قول مجاهد والربيع و اختاره ابن قتيبة وابو سليمان الدمشقي قال ابن الأنباري الذي روى هذا القول عن مجاهد ابن أبي نجيح ولا تصح روايته التفسير عن مجاهد
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه أن الله لا يخلف الميعاد
قوله تعالى ربنا لا تزغ قلوبنا أي يقولون ربنا لا تمل قلوبنا عن الهدى بعد إذ هديتنا وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي وابن يعمر والجحدري لا تزغ بفتح التاء قلوبنا برفع الباء ولدنك بمعنى عندك والوهاب الذي يجود بالعطاء من غير


الصفحة التالية
Icon