لما رأوا وقعة بدر هموا بالإسلام وقالوا هذا هو النبي الذي نجده في كتابنا لا ترد له راية ثم قال بعضهم لبعض لا تعجلوا حتى تنظروا له وقعة أخرى فلما كانت أحد شكوا وقالوا ما هو به ونقضوا عهدا كان بينهم وبين النبي وانطلق كعب بن الأشرف في ستين راكبا إلى أهل مكة فقالوا تكون كلمتنا واحدة فنزلت هذا الآية رواه أبو صالح عن ابن عباس والثاني أنها نزلت في قريش قبل وقعة بدر فحقق الله وعده يوم بدر روي عن ابن عباس و الضحاك والثالث أن أبا سفيان في جماعة من قومه جمعوا لرسول الله صلى الله عليه و سلم بعد وقعة بدر فنزلت هذه الآية قاله ابن السائب
قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله و اخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار
قوله تعالى قد كان لكم آية في فئتين التقتا في المخاطبين بهذا ثلاثة أقوال أحدها انهم المؤمنون روي عن ابن مسعود والحسن والثاني الكفار فيكون معطوفا على الذي قبله وهو يتخرج على قول ابن عباس الذي ذكرناه آنفا والثالث انهم اليهود ذكره الفراء و ابن الأنباري وابن جرير فان قيل لم قال قد كان لكم ولم يقل قد كانت لكم فالجواب من وجهين أحدهما أن ما ليس بمؤنث حقيقي يجوز تذكيره والثاني أنه رد المعنى إلى البيان فمعناه قد كان لكم بيان فذهب إلى المعنى وترك اللفظ وأنشدوا... إن امرءا غره فنكن واحدة... بعدي وبعدك في الدنيا لمغرور...
وقد سبق معنى الآية والفئة وكل مشكل تركت شرحه فانك تجده فيما سبق والمراد بالفئتين النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه ومشركو قريش يوم بدر قاله قتادة


الصفحة التالية
Icon