أحدها أنها الراعية رواه العوفي عن ابن عباس وبه قال سعيد بن جبير و مجاهد في رواية و الضحاك والسدي والربيع و مقاتل قال ابن قتيبة يقال سامت الخيل وهي سائمة إذا رعت و أسمتها وهي مسامة وسومتها فهي مسومة إذا رعيتها والمسومة في غير هذا المعلمة في الحرب بالسومة وبالسيماء أي بالعلامة والثاني أنها المعلمة رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس وبه قال قتادة واختاره الزجاج وعن الحسن كالقولين وفي معنى المعلمة ثلاثة أقوال أحدها أنها معلمة بالشية وهو اللون الذي يخالف سائر لونها روي عن قتادة والثاني بالكي روي عن المؤرج والثالث أنها البلق قاله ابن كيسان والثالث أنها الحسان قاله ابن عكرمة و مجاهد فأما الأنعام فقال ابن الأنباري هي الإبل والبقر والغنم واحدها نعم وهو جمع لا واحد له من لفظه والمآب المرجع وهذه الأشياء المذكورة قد تحسن نية العبد بالتلبس بها فيثاب عليها و إنما يتوجه الذم إلى سوء القصد فيها وبها
قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد
قوله تعالى قل أؤنبكئم بخير من ذلك روى عطاء بن السائب عن أبي بكر بن حفص قال لما نزل قوله تعالى زين للناس حب الشهوات قال عمر يارب الآن حين زينتها فنزلت قل أؤنبئكم بخير من ذلكم ووجه الآية أنه خبر أن ما عنده خير مما في الدنيا و إن كان محبوبا ليتركوا ما يحبون لما يرجون فأما الرضوان فقرأ عاصم إلا حفصا و أبان بن يزيد عنه برفع الراء في جميع القرآن واستثنى يحيى والعليمي كسر الراء في المائدة في قوله تعالى من اتبع رضوانه المائدة ١٦ وقرأ الباقون بكسر الراء والكسر لغة قريش قال الزجاج يقال رضيت الشيء أرضاه رضى ومرضاة ورضوانا ورضوانا والله بصير بالعباد يعلم من يؤثر ما عنده ممن يؤثر شهوات الدنيا فهو يجازيهم على أعمالهم


الصفحة التالية
Icon