الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالاسحار
قوله تعالى الصابرين أي على طاعة الله عز و جل وعن محارمه والصادقين في عقائدهم وأقوالهم والقانتين بمعنى المطيعين لله والمنفقين في طاعته وقال ابن قتيبة يعني بالنفقة الصدقة وفي معنى استغفارهم قولان أحدهما أنه الاستغفار المعروف باللسان قاله ابن مسعود والحسن في آخرين والثاني أنه الصلاة قاله مجاهد وقتادة و الضحاك و مقاتل في آخرين فعلى هذا إنما سميت الصلاة استغفارا لأنهم طلبوا بها المغفرة فأما السحر فقال إبراهيم بن السري السحر الوقت الذي قبل طلوع الفجر وهو أول إدبار الليل إلى طلوع الفجر فوصفهم الله بهذه الطاعات ثم وصفهم بأنهم لشدة خوفهم يستغفرون
شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم
قوله تعالى شهد الله أنه لا إله إلا هو سبب نزول هذه الآية أن حبرين من أحبار الشام قدما النبي صلى الله عليه و سلم فلما أبصرا المدنية قال أحدهما لصاحبه ما أشبه هذه المدينة بصفة مدينة النبي الذي يخرج في آخر الزمان فلما دخلا على النبي صلى الله عليه و سلم عرفاه بالصفة فقالا أنت محمد قال نعم قالا وأحمد قال نعم قالا نسألك عن شهادة فان أخبرتنا بها آمنا


الصفحة التالية
Icon