بك وصدقناك فقال سلاني فقالا أخبرنا عن أعظم شهادة في كتاب الله فنزلت هذه الآية فأسلما قاله ابن السائب وقال غيره هذه الآية رد على نصارى نجران فيما ادعوا في عيسى عليه السلام وقد سبق ذكر خبرهم في أول السورة وقال سعيد بن جبير كان حول الكعبة ثلاثمائة وستون صنما وكان لكل حي من العرب صنم أو صنمان فلما نزلت هذا الآية خرت الأصنام سجدا وفي معنى شهد الله قولان أحدهما أنه بمعنى قضى وحكم قاله مجاهد و الفراء و أبو عبيدة والثاني بمعنى بين قاله ثعلب و الزجاج قال ابن كيسان شهد الله بتدبيره العجيب و أموره المحكمات عند خلقه أنه لا إله إلا هو وسئل بعض الأعراب ما الدليل على وجود الصانع فقال إن البعرة تدل على البعير وآثار القدم تدل على المسير فهيكل علوي بهذه اللطافة ومركز سفلي بهذه الكثافة أما يدلان على الصانع الخبير وقرأ ابن مسعود و أبي بن كعب وابن السميفع وعاصم الجحدري شهداء الله بضم الشين وفتح الهاء والدال وبهمزة مرفوعة بعد المد وخفض الهاء من اسم الله تعالى قائما بالقسط أي بالعدل قال جعفر الصادق و إنما كرر لا إله إلا هو لأن الأولى وصف وتوحيد والثاني رسم وتعليم أي قولوا لا إله إلا هو
إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فان الله سريع الحساب
قوله تعالى إن الدين عند الله الإسلام الجمهور على كسر إن إلا الكسائي فانه فتح الألف وهي قراءة ابن مسعود و ابن عباس وأبي رزين و أبي العالية وقتادة قال أبو سليمان الدمشقي لما ادعت اليهود أنه لا دين أفضل من اليهودية وادعت النصارى أنه لا دين أفضل من النصرانية نزلت هذه الآية قال الزجاج الدين اسم لجميع ما تعبد الله به خلقه وأمرهم بالإقامة عليه و أن يكون