قوله تعالى فتكونا من الظالمين
قال ابن الانباري الظلم وضع الشئ في غير موضعه ويقال ظلم الرجل سقاءه اذا سقاه قبل أن يخرج زبده وقال الشاعر... وصاحب صدق لم تربني شكاته... ظلمت وفي ظلمي له عامدا أجر...
أراد بالصاحب وطب اللبن وظلمه إياه أن يسقيه قبل أن يخرج زبده
والعرب تقول هو أظلم من حية لأنها تأتي الحفر الذي لم تحفرة فتسكنه ويقال قد ظلم الماء الوادي إذا وصل منه الى مكان لم يكن يصل إليه فيما مضى فان قيل ما وجه الحكمة في تخصيص تلك الشجرة بالنهي فالجواب أنه ابتلاء من الله تعالى بما أراد وقال أبوا العالية كان لها ثقل من بين أشجار الجنة فلما أكل منها قيل اخرج الى الدار التي تصلح لما يكون منك
قوله تعالى فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه
أزلهما بمعنى استزلهما وقرأ حمزة فأزالهما أراد نحاهما قال أبو علي الفارسي لما كان معنى اسكن أنت وزجك الجنة اثبتا فيها فثبتا قابل حمزة الثبات بالزوال الذي يخالفه ويقوي قرأءته فأخرجهما
والشيطان إبليس وأضيف الفعل إليه لأنه السبب وفي هاء عنها ثلاثة أقوال أحدها أنها تعود الى الجنة والثاني ترجع الى الطاعة والثالث ترجع الى الشجرة فمعناه فأزلهما بزلة صدرت عن الشجرة
وفي كيفية إزلاله لهما ثلاثة أقوال أحدها أنه احتال حتى دخل إليهما الجنة وكان الذي أدخله الحية قاله ابن عباس والسدي والثاني انه وقف على باب الجنة وناداهما قاله الحسن والثالث أنه وسوس إليهما وأوقع في نفوسهما من غير مخاطبة


الصفحة التالية
Icon