ولا تكونوا اول كافر به
إنما قال أول كافر لأن المتقدم الى الكفر أعظم من الكفر بعد ذلك إذ المبادر لم يتأمل الحجة وإنما بادر بالعناد فحاله أشد وقيل ولاتكونوا أول كافر به بعد أن آمن والخطاب لرؤساء إليهود
وفي هائه قولان أحدهما انها تعود الى المنزل قاله ابن سعود وابن عباس
والثاني أنها تعود على ما معهم لأنهم اذا كتموا وصف النبي صلى الله عليه و سلم وهو معهم فقد كفروا به ذكره الزجاج
قوله تعالى ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فاتقون
أي لا تستبدلوا بآياتي ثمنا قليلا وفيه ثلاثة أقوال أحدها انه ما كانوا يأخذون من عرض الدنيا والثاني بقاء رئاستهم عليهم والثالث أخذ الأجرة على تعليم الدين
قوله تعالى ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون
تلبسوا بمعنى تخلطوا يقال لبست الأمر عليهم ألبسه إذا عميته عليهم وتخليطهم أنهم قالوا إن الله عهد إلينا أن نؤمن بالنبي الأمي ولم يذكر أنه من العرب
وفي المراد بالحق قولان أحدهما انه امر النبي صلى الله عليه و سلم قاله ابن عباس ومجاهد و قتادة وأبوا العالية والسدي و مقاتل والثاني أنه الإسلام قاله الحسن
قوله تعالى وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة
يريد الصلوات الخمس وهي هاهنا اسم جنس والزكاة مأخوذه من الزكاء وهو النماء والزيادة يقال زكا الزرع يزكو زكاء وقال ابن الأنباري معنى الزكاة في كلام العرب الزيادة والنماء فسميت زكاة لأنها تزيد في المال الذي تخرج منه وتوفره وتقيه من الآفات ويقال هذا أزكى من ذاك أي أزيد فضلا منه