قوله تعالى ولا تقبل منها شفاعة
قرأ ابن كثير وأبوا عمرو بالتاء وقرأ الباقون بالياء إلا أن قتادة فتح الياء ونصب الشفاعة ليكون الفعل لله تعالى قال ابو علي من قرأ بالتاء فلأن الاسم الذي أسند إليه هذا الفعل مؤنث فيلزم أن يلحق المسند أيضا علامة التأنيث ومن قرأ بالياء فلأن التأنيث في الاسم الذي أسند إليه الفعل ليس بحقيقي فحمل على المعنى كما أن الوعظ والموعظة بمعنى واحد وفي الآية إضمار تقديره لا يقبل منها فيه شفاعة والشفاعة مأخوذة من الشفع الذي يخالف الوتر وذلك أن سؤال الشفيع يشفع سؤال المشفوع له
فأما العدل فهو الفداء وسمي عدلا لأنه يعادل المفدى واختلف اللغويون هل العدل و العدل بفتح العين وكسرها يختلفان أم لا فقال الفراء العدل بفتح العين ما عادل الشئ من غير جنسه والعدل بكسرها ما عادل الشئ من جنسه فهو المثل تقول عندي عدل غلامك بفتح العين إذا أردت قيمته من غير جنسه وعندي عدل غلامك بكسر العين إذا كان غلام يعدل غلاما وحكى الزجاج عن البصريين أن العدل والعدل في معنى المثل وأن المعنى واحد سواء كان المثل من الجنس او من غير الجنس
قوله تعالى ولا هم ينصرون أي يمنعون من عذاب الله
قوله تعالى وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم تقديره واذكروا إذ نجيناكم وهذه النعم على آبائهم كانت وفي آل فرعون ثلاثة أقوال أحدها أنهم أهل مصر قاله مقاتل والثاني أهل بيته خاصة قاله أبو عبيدة والثالث أتباعه على دينه قاله الزجاج وهل الآل والاهل بمعنى أو يختلفان فيه قولان وقد شرحت معنى الآل في كتاب النظائر وفرعون اسم أعجمي وقيل هو لقبه وفي اسمه أربعة أقوال أحدها الوليد بن