قد علم كونه فيهم وفي قوله تعالى وأنتم تنظرون قولان احدهما أنه من نظر العين معناه وأنتم ترونهم يغرقون والثاني أنه بمعنى العلم كقوله تعالى ألم تر الى ربك مكيف مد الظل الفرقان ٤٥ قاله الفراء
الاشارة الى قصتهم
روى السدي عن أشياخه ان الله تعالى أمر موسى أن يخرج ببني إسرائيل وألقى على القبط الموت فمات بكر كل رجل منهم فأصبحوا يدفنونه فشغلوا عن طلبهم حتى طلعت الشمس قال عمرو بن ميمون فلما خرج موسى بلغ ذلك فرعو فقال لا تتبعوهم حتى يصيح الديك ليلتئذ قال أبو السليل لما انتهى موسى الى البحر قال هيه أبا خالد فأخذه أفكل يعني رعدة قال مقاتل تفرق الماء يمينا وشمالا كالجبلين المتقابلين وفيهما كوى ينظر كل سبط الى الآخر قال السدي فلما رآه فرعون متفرقا قال ألا ترون البحر فرق مني فانفتح لي فأتت خيل فرعون فأبت أن تقتحم فنزل جبريل على ماذيانة فتشامت الحصن ريح الماذيانة فاقتحمت في إثرها حتى إذا هم أولهم أن يخرج ودخل آخرهم أمر البحر أن يأخذهم فالتطم عليهم
قوله تعالى وإذا واعدنا موسى أربعين ليلة
قرأ ابو جعفر وأبوا عمرو وعدنا بغير ألف هاهنا وفي الأعراف و طه ووافقهما أبان عن عاصم في البقرة خاصة وقرأ الباقون واعدنا بألف ووجه القرأءة الأولى إفراد الوعد من الله تعالى ووجه الثانية أنه لما قبل موسى وعد الله عز و جل صار ذلك مواعدة بين الله تعالى وبين موسى ومثله لا تواعدوهم سرا البقرة ٢٣٥
ومعنى الآية وعدنا موسى تتمة أربعن ليلة او انقضاء أربعين ليلة وموسى اسم أعجمي اصله بالعبرانية موشا فمو هو الماء وشا هو الشجر لأنه وجد عند


الصفحة التالية
Icon