قال أن يقوم السلاح فلا يقتل وترفع الظلمة فقتلوا حتى خاضوا في الدماء وصاح الصبيان يا موسى العفو العفو فبكى موسى فنزلت التوبة وقام السلاح وارتفعت الظلمة قال مجاهد بلغ القتلى سبعين ألفا قال قتادة جعل القتل للقتيل شهادة وللحي توبة
قوله تعالى وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فاخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون
في القائلين لموسى ذلك قولان أحدهما أنهم السبعون المختارون قاله ابن مسعود وابن عباس والثاني جميع بني اسرائيل إلا من عصم الله منهم قاله ابن زيد قال وذلك أنه أتاهم بكتاب الله فقالوا والله لا نأخذ بقولك حتى نرى الله جهرة فيقول هذا كتابي وفي جهرة قولان أحدهما أنه صفة لقولهم أي جهروا بذلك القول قاله ابن عباس وابوعبيدة والثاني أنها الرؤية البينة أي ارناه غير مستتر عنا بشئ يقال فلان يتجاهر بالمعاصي أي لا يستتر من الناس قاله الزجاج ومعنى الصاعقة ما يصعقون منه أي يموتون ومن الدليل على أنهم ماتوا قوله تقالى ثم بعثناكم هذا قول الأكثرين وزعم قوم أنهم لم يموتوا واحتجوا بقوله تعالى وخر موسى صعقا وهذا قول ضعيف لأن الله تعالى فرق بين الموضعين فقال هناك فلما أفاق وقال هاهنا ثم بعثناكم والإفاقة للمغشي عليه والبعث للميت
قوله تعالى وأنتم تنظرون فيه ثلاثة أقوال أحدها أن معناه ينظر بعضكم الى بعض كيف يقع ميتا والثاني ينظر بعضكم الى إحياء بعض والثالث تنظرون العذاب كيف ينزل بكم وهو قول من قال نزلت نار فأحرقتهم
قوله تعالى وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون


الصفحة التالية
Icon