قوله تعالى مسلمة فيه أربعة أقوال
احدها مسلمة من العيوب قاله ابن عباس و أبوالعالية وقتادة و مقاتل والثاني مسلمة من العل قاله الحسن وابن قتيبة والثالث مسلمة من الشية قاله مجاهد وابن زيد والرابع مسلمة القوائم والخلق قاله عطاء الخراساني
فأما الشية فقال الزجاج الوشي في اللغة خلط لون بلون ويقال وشيت الثوب أشيه شية ووشيا كقولك وديت فلانا ادية دية ونصب لاشية فيها على النفي ومعنى الكلام ليس فيها لون يفارق سائر لونها وقال عطاء الخراساسني لونها لون واحد
قوله تعالى الآن جئت بالحق قال ابن قتيبة الآن هو الوقت الذي أنت فيه وهو حد الزمانين حد الماضي من آخره وحد المستقبل من أوله ومعنى جئت بالحق بنيت لنا
قوله تعالى وماكادوا يفعلون فيه قولان أحدهما لغلاء ثمنها قاله ابن كعب القرظي والثاني لخوف الفضيحة على أنفسهم في معرفة القاتل منهم قاله وهب قال ابن عباس مكثوا يطلبون البقرة أربعن سنة حتى وجدوها عند رجل فأبى ان يبيعها الا بملء مسكها ذهبا وهذا قول مجاهد وعكرمة وعبيدة ووهب وابن زيد والكلبي و مقاتل في مقدار الثمن فأما السبب الذي لأجله غلا ثمنها فيحتمل وجهين أحدهما انهم شددوا فشدد الله عليهم والثاني لإكرام الله عز و جل صاحبها فإن كان برا بوالديه فذكر بعض المفسرين أنه كان شاب من بني اسرائيل برا بأبيه فجاء رجل يطلب سلعة هي عنده فانطلق ليبيعه إياها فاذا مفاتيح حانوته مع أبيه وأبوه نائم فلم يوقظه ورد المشتري فأضعف له المشتري الثمن فرجع الى أبيه فوجده نائما فعاد الى المشتري فرده فأضعف له الثمن فلم يزل ذلك دابها حتى ذهب المشتري فأثابه الله على بره بأبيه أن نتجت له بقرة من بقرة تلك البقرة