قوله تعالى فاهبط منها في هاء الكناية قولان
أحدهما أنها ترجع إلى السماء لأنه كان فيها قاله الحسن
والثاني إلى الجنة قاله السدي
قوله تعالى فما يكون لك أن تتكبر فيها إن قيل فهل لأحد أن يتكبر في غيرها فالجواب أن المعنى ما للمتكبر أن يكون فيها وإنما المتكبر في غيرها وأما الصاغر فهو الذليل والصغار الذل قال الزجاج استكبر إبليس بابائه السجود فأعلمه الله أنه صاغر بذلك
قال أنظرني إلى يوم يبعثون قال إنك من المنظرين
قوله تعالى قال أنظرني أي أمهلني وأخرني إلى يوم يبعثون فأراد أن يعبر فنطرة الموت وسأل الخلود فلم يجبه إلى ذلك وأنظره إلى النفخة الأولى حين يموت الخلق كلهم وقد بين مدة إمهاله في الحجر بقوله إلى يوم الوقت المعلوم وفي ما سأل الإمهال له قولان
أحدهما الموت والثاني العقوبة فان قيل كيف قيل له إنك من المنظرين وليس أحد أنظر سواه فالجواب أن الذين تقوم عليهم الساعة منظرون إلى ذلك الوقت بآجالهم فهو منهم
قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم
قوله تعالى فبما أغويتني في معنى هذا الإغواء قولان
أحدهما أنه بمعنى الإضلال قاله ابن عباس والجمهور
والثاني أنه بمعنى الإهلاك ومنه قوله فسوف يلقون غيا أي هلاكا ذكره ابن الأنباري وفي معنى فبما قولان