ولا تفسدوا في الأرض أي لا تعملوا فيها بالمعاصي بعد أن أصلحها الله بالأمر بالعدل وإرسال الرسل
قوله تعالى إن كنتم مؤمنين أي مصدقين بما أخبرتكم عن الله
ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل الله من آمن به وتبغونها عوجا واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركتم وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين
قوله تعالى ولا تقعدوا بكل صراط أي بكل طريق توعدون من آمن بشعيب بالشر وتخوفونهم بالعذاب والقتل فان قيل كيف أفرد الفعل وأخلاه من المفعول فهلا قال توعدون بكذا فالجواب أن العرب إذا أخلت هذا الفعل من المفعول لم يدل إلا على شر يقولون أوعدت فلانا وكذلك إذا أفردوا وعدت من مفعول لم يدل إلا على الخبر قال الفراء يقولون وعدته خيرا وأوعدته شرا فاذا أسقطوا الخير والشر قالوا وعدته في الخير وأوعدته في الشر فاذا جاؤوا بالباء قالوا وعدته والشر وقال الراجز... اوعدني بالسجن والأداهم...
قال المصنف وقرأت على شيخنا أبي منصور اللغوي قال إذا أرادوا أن يذكروا ما تهددوا به مع أوعدت جاؤوا بالباء فقالوا أوعدته بالضرب ولا يقولون أوعدته الضرب قال السدي كانوا عشارين وقال ابن زيد كانوا يقطعون الطريق
قوله تعالى وتصدون عن سبيل الله أي تصرفون عن دين الله من آمن به وتبغونها عوجا مفسر في آل عمران


الصفحة التالية
Icon