وقالوا أرسل إلينا أبا لبابة وكان مناصحا لهم لأن ولده وأهله كانوا عندهم فبعثه إليهم فقالوا ما ترى أننزل على حكم سعد بن معاذ فأشار أبو لبابة بيده إلى حلقه إنه الذبح فلا تفعلوا فأطاعوه فكانت تلك خيانته قال أبو لبابة فما زالت قدماي حتى عرفت أني قد خنت الله ورسوله ونزلت هذه الآية هذا قول ابن عباس والأكثرين وروي أن أبا لبابة ربط نفسه بعد نزول هذه الآية إلى سارية من سواري المسجد وقال والله لا أذوق طعاما ولا شرابا حتى أموت أويتوب الله علي فمكث سبعة أيام كذلك ثم تاب الله عليه فقال والله لا أحل نفسي حتى يكون رسول الله صلى الله عليه و سلم هو الذي يحلني فجاء فحله بيده فقال أبو لبابة إن من تمام توبتي أن أهجر دار قومي التي أصبت فيها الذنب وأن أنخلع من مالي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم يجزئك الثلث
والثاني أن جبريل أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إن أبا سفيان في مكان كذا وكذا فقال رسول النبي الله صلى الله عليه و سلم لأصحابه اخرجوا إليه واكتموا فكتب إليه رجل من المنافقين إن محمدا يريدكم فخذوا حذركم فنزلت هذه الآية قاله جابر بن عبد الله
والثالث أنها نزلت في قتل عثمان بن عفان قاله المغيرة بن شعبة
والرابع أن قوما كانوا يسمعو الحديث من رسول الله صلى الله عليه و سلم فيفشونه حتى يبلغ المشركين فنزلت هذه الآية قاله السدي وفي خيانة الله قولان