الله وفيه بعد لأن النسخ لا يدخل على الأخبار وقال ابن أبزى كان النبي صلى الله عليه و سلم بمكة فأنزل الله عز و جل وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم فخرج إلى المدينة فأنزل الله وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون وكان أولئك البقية من المسلمين بمكة يستغفرون فلما خرجوا أنزل الله وما لهم ألا يعذبهم الله وجميع أقوال المفسرين تدل على أن قوله وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون كلام مبتدأ من إخبار الله عز و جل وقد روي عن محمد بن إسحاق أنه قال هذه الآية من قول المشركين قالوا والله إن الله لا يعذبنا ونحن نستغفر فرد الله عليهم ذلك بقوله وما لهم ألا يعذبهم الله
قوله تعالى وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون وفي معنى هذا الكلام خمسة أقوال
أحدها وما كان الله معذب المشركين وفيهم من قد سبق له أن يؤمن رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس واختاره الزجاج
والثاني وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون الله فانهم كانوا يلبون ويقولون غفرانك وهذا مروي عن ابن عباس أيضا وفيه ضعف لأن استغفار المشرك لا أثر له في القبول
والثالث وما كان الله معذبهم يعني المشركين وهم يعني المؤمنين الذين بينهم يستغفرون روي عن ابن عباس أيضا وبه قال الضحاك وأبو مالك قال ابن الانباري وصفوا بصفة بعضهم لأن المؤمنين بين أظهرهم فأوقع