معترض في وسط الكلام فدخلت لتفرق بينه وبين الاستفهام المبتدأ قال الفراء ولو أريد به الابتداء لكان إما بالألف أو ب هل ومعنى الكلام أن تتركوا بغير امتحان يبين به الصادق من الكاذب ولما يعلم الله أي ولم تجاهدوا فيعلم الله وجود ذلك منكم وقد كان يعلم ذلك غيبا فأراد إظهار ما علم ليجازي على العمل
فأما الوليجة فقال ابن قتيبة هي البطانة من غير المسلمين وهو أن يتخذ الرجل من المسلمين دخيلا من المشركين وخليطا ووادا وأصله من الولوج قال أبو عبيدة وكل شيء أدخلته في شيء ليس منه فهو وليجة والرجل يكون في القوم وليس منهم فهو وليجة فيهم
ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على انفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر واقام الصلواة وآتى الزكواة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين
قوله تعالى ما كان للمشركين أن يعمروا مسجد الله قرأ ابن كثير وأبو عمرو مسجد الله على التوحيد إنما يعمر مساجد الله على الجمع وقرأ عاصم ونافع وابن عامر وحمزة والكسائي على الجمع فيهما وسبب نزولها أن جماعة من رؤساء قريش أسروا يوم بدر فيهم العباس بن عبد المطلب فأقبل عليهم نفر من اصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فعيروهم بالشرك وجعل علي بن أبي طالب يوبخ العباس بقتال رسول الله صلى الله عليه و سلم وقطيعة الرحم فقال العباس مالكم تذكرون مساوئنا وتكتمون محاسننا فقالوا وهل لكم من محاسن قالوا